السعودية / صحف – جنى الشمري.. طفلة من بين الملايين في المملكة العربية السعودية. لكنها أصبحت في ظرف أيام حديث الساعة في بلاد متناثرة الأطراف، بل وكذلك في أقطار عربية أخرى.
لم يخطر ببال جنى أنها ستكتسب هذه الشهرة الواسعة وهي التي لم يتجاوز عمرها الـ12 ربيعا، وأن تكون محط جدل ما بين محافظين يصرون على الإبقاء على المرأة،
ولو كانت بعد طفلة، داخل الأسوار، وبين من يطلق عليهم نعت “المغتربين” الذين ينادون بالتقدم في المملكة.
فمن هي جنى الشمري؟ ولماذا أثارت كل هذه الزوبعة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
في محيطها التعليمي بمدينة حائل شمال السعودية، عرفت جنى بإلقائها الشعر وبصوتها الجميل، فوقع عليها الاختيار لأداء نشيد بمناسبة العيد الوطني الـ84. وللتعبير عن فرحتها بهذه المناسبة، توشحت جنى فستانا بلون علم بلادها الأخضر وأسدلت شعرها الأسود وصعدت رفقة فتيات أخريات إلى المسرح لتعبر عن حبها لبلدها.
إلا أن فئات من المجتمع السعودي، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تنظر بعين الرضى إلى ما قامت به هذه الصبية، التي كان جرمها الوحيد الظهور بوجهها الطفولي الجميل أمام جمهور ذكوري في بلد محافظ.
لم تشفع لجنى طفولتها لتقيها من سهام المنتقدين الذين نعتوها بالـ”سافرة” و”غير المحتشمة” لأنها لم “تلتزم بارتداء الحجاب” والعباءة السوداء التي أضحت الزي الشائع في المملكة. ووجدت الطفلة نفسها في قلب حرب كلامية احتضنها فضاء تويتر، فتناسلت التغريدات من خلال هاشتاغين تم إطلاقهما #جنى_متعب_الشمري و#لا_لسفور_بنات_حائل.
وإذا كان البعض انتقد عدم ارتداء جنى للعباءة وغطاء الرأس كما هو مألوف في السعودية، فقد عارض آخرون ظهورها أساسا أمام جمهور ذكوري. وفي هذا السياق، كتب أحد المغردين أن “حضور البنت بحفل جمهوره رجال عيب حتى لو كانت متحجبة”.
وغرد ناصر أحمد “البنت بما انها بأول متوسط وبحفل والحضور من الرجال اقول ان حضورها عيب حتى لو كانت متحجبه”.
ودعا مغرد آخر إلى وضع حد لما أسماه “سفور” بنات السعودية الواضح في المولات والشواطئ والمنتجعات السياحية”، مشيرا إلى أن “التقدم ليس في كشف الوجه”.
وذكرت تغريدة أخرى بقول تم نسبه لأم المؤمنين عائشة إن “الجارية إذا بلغت تسع سنين فهي امرأة”.
ومن جهة أخرى، ألقى بعض المغردين باللوم على أب الصبية الذي “قبل بأن تغني ابنته أمام الرجال”، داعين له بالمغفرة.
ونهى أحد هؤلاء والد جنى عن الاستمرار في الدفاع عن ابنته وسترها.
وفي المقابل، دافع سعوديون آخرون عن جنى الشمري، واستنكروا “تخلف” البعض و”رؤيتهم الضيقة” للأمور، وهي العوامل التي اعتبروها عائقا دون تقدم السعودية إلى الأمام.
وجاء في تغريدة أن الأزمة التي أثارتها جنى الشمري على تويتر جعلت العالم بأسره يستهزئ من رد فعل السعوديين.
وكتب في تغريدات أخريات أن من ينظر إلى الطفلة جنى بغير نظرة البراءة يعتبر متخلفا، بينما تساءل مغردون عن مكامن السفور في إطلالة الصغيرة جنى.
وألقى مغرد آخر باللوم على من يحمل مثل هذا الفكر الضيق، قائلا إنه “مادام بيننا مثل هذه العقليات لن يقوم لنا قائمة ولن نتطور خطوة”.