السعودية/ "الحياة"- خلال دقائق معدودة تحولت الضحكات وصخب الطفولة إلى فاجعة، حلّت بأسرة العباس في بلدة أم الحمام (محافظة القطيف) عشية عيد الأضحى المبارك. لتختطف أطفال الأسرة الثلاثة علي وفراس وقمر أبناء حسين عبدالرزاق العباس، الذي وصله الخبر المفجع وهو يؤدي مناسك الحج في مكة المكرمة. فيما لم يعرف إلى الآن سبب الحريق، وإن كان احتمال «الشبهة الجنائية» قائماً.
أما أم الأطفال الثلاثة فلم تكن تتوقع أن خروجها من منزلها لدقائق قليلة سيفقدها أعزّ ما تملك، وسيحوّل «فرحة العيد» إلى «فاجعة لن تُنسى». حين حل الموت على منزلها لدقائق، ليختطف أبناءها الثلاثة: علي (ستة أعوام)، وفراس (أربعة أعوام)، وقمر (عامين). كان والدهم في مكة المكرمة حاجاً، ويحدوه الشوق للقاء أبنائه الثلاثة، ليصله اتصالاً يبلغه بأن رؤيتهم أصبحت محالاً، ليعود مباشرة حاملاً معه الألم والفجيعة والصدمة.
وقال أحد أقارب العائلة: «إن والدتهم خرجت من المنزل بمعية شقيقتها لدقائق، فوردها اتصال يفيد بتصاعد الدخان من منزلها فعادت سريعاً ودخلت إلى المنزل، ووجدت أبناءها الثلاثة على الأرض بالقرب من دورة المياه في الغرفة ذاتها التي اندلع فيها الحريق. وكانت قلوبهم الصغيرة ما زالت تنبض، فبدأت في إجراء التنفس الاصطناعي، لتبعد شبح الموت، بيد أن ذلك لم يجدِ نفعاً، وقبلها تم إبلاغ الهلال الأحمر، فيما كان نبضهم يخفّ تدريجياً».
وأضاف: «وصلنا المستشفى، وأكد لنا الأطباء أن الأطفال تشبعوا برائحة الدخان، وقضوا اختناقاً»، مردفاً «يبدو أن الأطفال عبثوا بشيء أدى إلى اندلاع الحريق، وكل الأسرة، بل كل البلدة مفجوعة، فلم نفقد واحداً، بل ثلاثة أطفال هم كل ما يملكه الأبوان».
وألمحت مديرية الدفاع المدني إلى وجود «شبهة جنائية» في الحادثة، وأحالتها إلى الشرطة، التي رد المتحدث باسمها النقيب عبدالعزيز جزاء الحربي على «الحياة»، بالقول: «يجب الرجوع إلى الدفاع المدني بحكم الاختصاص»، وبين رد الشرطة والدفاع المدني غابت الحقيقة حول ما إذا كانت هناك «شبهة جنائية» في الحادثة من عدمها. إلا أن الفاجعة التي حلت بأسرة العباس مؤكدة.