السعودية/ نبأ (خاص)- تروج المنابر التابعة للمملكة السعودية لصراع دفين وخفي تشهده مراكز القوى في إيران حول منصب ولاية الفقيه. يأتي ذلك في وقت تؤكد فيه المعلومات تفاقم التجاذبات بين الأجنحة الحاكمة في المملكة خصوصا تلك الطامحة إلى وراثة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.
تجتهد السعودية في تشويه صورة خصومها، عبر منابرها الإعلامية التي تشكل إمبراطورية مترامية الأطراف تحاول المملكة إلباس أعدائها لباسا تشتهيه، إيران هي الرقم الأول والأصعب في هذه القائمة، على طريقة رد الإتهام باتهام مماثل تسعى السعودية في إثبات تفوقها السياسي والإجتماعي والأخلاقي على خصمها الرابض في الشرق.
آخر تجليات هذه المساعي ما تتناقله المنابر الملكية حول صراع دفين وخفي تشهده مراكز القوى في إيران، صراع يشكل منصب الولي الفقيه محوره الرئيس وتأتي الحالة الصحية للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لتفاقمه وفق ما ترى الأجهزة التابعة للمملكة. وتنقل هذه الأخيرة عمن تسميهم الخبراء والمراقبين قولهم إن إيران مقبلة على صراع داخلي لا يمكن أحدا التكهن بتأثيراته على الجبهة الإقليمية الإيرانية وتماسك مؤسساتها، كما تنقل عنهم قولهم إنه من المتوقع تفجر اضطرابات حادة في البلاد على خلفية اختيار مرشد أعلى جديد للبلاد في حال تعرض آية الله خامنئي لأي خطر حياتي.
هي صورتها الشخصية تسقطها المملكة على إيران إذا، الصراع بين الأجنحة الحاكمة في النظام السعودي وأنجال الملوك والأمراء لم يعد خفيا على أحد، والأنظار الطامعة إلى حيث يتربع حاليا الملك عبد الله بن عبد العزيز باتت من الصعب مواراتها، حقائق تجتهد المملكة في إخفائها وتمويهها عن طريق إلصاقها بالخصم وتحويلها إلى يافطة يمكن من خلالها ادعاء العفة والوعي السياسي.
هذا هو ديدنها في المجالات كافة، في السياسة تصبح السعودية رائدة الديمقراطية وأعداؤها دعاة الإستبداد والثيوقراطية والتوريث، وفي الميدان الحقوقي تضحي المملكة معقل الدفاع الأول عن حقوق الإنسان وخصومها على رأس منتهكي هذه الحقوق والممعنين في هضمها، وهلم جرا… سياسة أثبتت عقمها منذ عشرات العقود ولم تفلح في تستير اختلالات النظام السعودي وتناقضاته وانتهاكاته، وعلى الرغم من ذلك ما يزال حكام المملكة متمسكين بورقة توت جافة بات واضحا أنها لن تنقذ المكابرين.