كشَفت الصحيفةُ الفرنسيةُ “إنتليجانس أون لاين” ووسائلُ إعلاميةٌ اسرائيلية عن اجتماعٍ سرّيّ انعقد قبل أيام في مدينة العقبة الأردنية، وضمَّ ممثلين عن جهازِ الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” وأجهزةِ استخباراتِ عدد من الدول العربية.
تقرير: محمد البدري
في تطورٍ لملف التطبيع والشراكة بين السعودية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، كشفت المجلة الفرنسية المتخصصة في شؤون الأمن “إنتجلنس أون لاين” النقاب عن “قمة استخبارية” عقدت في العقبة الأردنية مؤخرًا، جمعت أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية والسعودية، لبحث مسألة تصفية القضية الفلسطينية.
حصلت القمة قبيل الاجتماع المفاجئ الذي عقده ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال الأيام الماضية، والذي تبعه لقاءٌ بين الأخيرِ، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بحسب ما كشفته صحيفة “معاريف” العبرية.
حضرَ لقاء العقبة، وفق “إنتليجينس أون لاين”، رئيس “الموساد” يوسي كوهين، ورئيس الاستخبارات السعودية خالد بن علي الحميدان، ومدير المخابرات العامة المصرية عباس كامل، ورئيس المخابرات الأردنية، عدنان عصام الجندي، ومدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج.
ولمّحت المجلة الفرنسية إلى أن الهدف من اللقاء هو التأثير على موقف السلطة الفلسطينية من الخطة الأميركية للتسوية، المعروفة بـ”صفقة القرن”، إلى جانب بحث ترتيب مسألة خلافة رئيس السلطة محمود عباس، لا سيما وأن ماجد فرج الذي حضر اللقاء يحظى بقبول كبير لدى الإدارة الأميركية.
ما بين إغلاقِ خليج العقبة أمام الملاحةِ الإسرائيلية، بأمرٍ من الرئيس المصري، جمال عبد الناصر، في عام 1967، نصرةً للقضايا العربية، وبين اجتماعِ قادة مخابراتِ بعض الدول العربية، مع المخابرات الإسرائيلية، برعايةٍ سعودية وترتيبٍ أميركي، في الخليج ذاته، بعد 51 عامًا، لتصفية القضية الفلسطينية، ينكشف ما بين الحدثين الدور السعودي المتآمر الذي يقود محاولات التطبيع والشراكة السياسية والعسكرية العربية، مع الكيان الإسرائيلي.
لم تعد مفاجئة اللقاءات بين قادة الموساد الإسرائيلي، وقادة الاستخبارات السعودية، هذا ما أكده محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة “معاريف”، تعليقًا على لقاء العقبة. في الوقت ذاته، فإن موضوع تصدّر النظام السعودي الترويج للمشاريع الأميركية الهدّامةِ لم يعد سرًّا أيضًا. فما كان يُخفى عبر عقود، أصبحت تظهره الصحف العالمية، بمباركةٍ سعودية مصحوبةً بتجارةٍ علنية يمارسها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالقضايا العربية، مقابل كرسي السلطة.