الولايات المتحدة / مواقع / نبأ – اعتبرت وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية الأميركيّة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “سيضطر إلى البحث عن وسيلة لحفظ ماء وجهه، بعد الاتضاح أن تعهداته الكثيرة بشأن الإصلاح الاقتصادي في المملكة لا تسير على ما يرام”.
وأوضح الباحثان جايفر بلاس وييل كنيدي، في تحليل نشر على موقع “بلومبرغ” الإلكتروني، أن “المشكلة تكمن في غطرسة ابن سلمان في التقييم والإفراط في تقديم جدول زمني وعدم المبالاة، ما أدى إلى نتيجة مثيرة للسخرية وتشكيك العديد من المستثمرين العالمين في أن الطرح العام (لشركة “أرامكو” للنفط) سيعود عليهم بالفائدة، في ظل تراجع أسعار النفط بسبب الضغوط الأميركية على السعودية لزيادة إنتاج الخام”.
وهكذا، يتابع الباحثان قائلين، “اضطرت الرياض إلى تأخير البيع (لـ”أرامكو”) حتى عام 2019، ومما زاد الطين بلة، عدم قدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتحمس جداً لفكرة بيع أسهم “أرامكو” في نيويورك على التحكم في أسعار البنزين، وهي قضية مهمة في الانتخابات النصفية القادمة، وهكذا طلب ترامب من السعوديين زيادة إنتاج النفط وهذا يعني بالطبع أسعاراً رخيصة وبالتالي تخفيض قيمة الشركة”.
ويذكِّر الباحثان بأن ابن سلمان صرح، في وقت سابق، أنه يعتزم بيع الأسهم في شركة “أرامكو” العملاقة التي تنتج 10 في المئة من نفط العالم وتمول الحكومة السعودية، وأن الاكتتاب العام الأول في عام 2018 يهدف إلى جمع أكثر من 100 مليار دولار لصندوق ثروة سيادي جديد، وإنشاء أكبر شركة مدرجة في العالم وتحويل مئات الملايين من الدولارات كرسوم إلى وول ستريت، “ولكن الأمور تبدو مختلفة تماماً الآن بعد عامين”، في رأي الباحثين.
الملاحظة المهمة التي سجلها بلاس وكنيدي هي أن السلطات السعودية استردت أكثر من 100 مليار دولار من حملة الفساد المزعومة، وهو المبلغ نفسه الذي كان من المفترض أن يقدمه الاكتتاب في أسهم “أرامكو”، “ولكن المشكلة ليست متعلقة بالأموال فقط، إذ إن تأجيل الاكتتابات الأولية بعد عام 2019 سيعني نكسة لخطط الإصلاح، ويعني أيضاً التشكيك في أن المملكة جادة بالفعل في إصلاح اقتصادها”.
ويضيف بلاس وكنيدى “أرباح “أرامكو” تفوق ربح أي شركة أخرى في العالم، وأن المليارات التي تضخها توفر للدولة فرصة تقديم المنح السخية مقابل الولاء السياسي وأسلوب حياة مئات الأمراء لعقود من الزمن، ولكن الشركة ستجد نفسها عالقة الآن في الرياح الجيوسياسية، فالرياض تحتاج إلى أسعار نفط أعلى لتمويل ميزانيتها ولكن ذلك لا يناسب ترامب”.
ويؤكد تحليل “بلومبيرغ”، الذي نشره بالعريية موقع “القدس العربي” الإلكتروني، أن “المشكلة تتجاوز واشنطن لتصل إلى بكين ونيودلهي وموسكو، مع الإشارة إلى تعهدات السعودية بالحفاظ على توازن السوق. وفي نهاية المطاف، “لم تستطع الرياض دفع أسعار النفط إلى مستويات تساعد على تقييم أسهم “ارامكو”.