ترفض طهران أي عودةٍ الى المفاوضات قبل إلغاء العقوباتٍ الإقتصادية وعودة واشنطن الى الاتفاق النووي. وفيما يعبرّ ترامب عن ثقته باقتراب الحوار مع إيران، تؤكد الأخيرة أن اللقاء من أجل اللقاء ليس لها معنى.
تقرير: محمد البدري
برغم ردود الفعل الإيرانية السلبية اتجاه إبدائه استعداده للقاء مسؤولي إيران، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يجد سبباً للتراجع عن شعورٍ لديه بأن الزعماء الإيرانيين سيتحدثون “قريباً جداً” مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب، خلال خطاب ألقاه في فلوريدا، إنه يأمل أن “تسير الأمور جيداً بالنسبة إلى إيران”، مضيفاً “لديهم مشاكل كثيرة في الوقت الحالي. لدي شعور بأنهم سيتحدثون إلينا في وقت قريب جداً”.
ويبدو من عبارة ترامب “لديهم مشاكل كثيرة في الوقت الحالي” أنه لم يَحِد عن سياسة ممارسة الضغوط لاستحصال تنازلات، وأن لا استعداد لديه لملاقاة دعوة إيران إلا التراجع عن الضغوط كشرط أساس لأي عودة إلى التفاوض أو الحوار.
قابلت طهران تلك التصريحات بتشديدها على أنها لن ترضخ للعقوبات، مؤكدةً أن “إلغاء الحرب الاقتصادية مقدمة لأي تفاوض”، أي العودة إلى الاتفاق النووي.
وأكد وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، أن لا نية لديه للقاء نظيره الأميركي مايك بومبيو على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”. وأشار ظريف، وفي حديث إلى وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، إلى أن “أكثر اللقاءات مع كانت خلال المفاوضات النووية لكن الحكومة الأميركية الحالية أثبتت أنها لا تلتزم بتعهداتها”. ورأى ظريف أن التصريحات الأميركية “لم تكن خطوة سياسية” وهي أشبه بـ “الاستعراض الدعائي”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، قد قال إن ترامب وبومبيو “يريدان لقاء المسؤولين الإيرانيين لحل الإشكالات العالقة، والموقف ليس جديداً”.
في موازاة الضغوط الأميركية، طمأنت وزارة النفط الإيرانية إلى أن صادرات البلاد لم تتأثر بالضغوط خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الإيراني. وأفاد موقع الوزارة الإلكتروني بأن معدل الصادرات من النفط بلغ مليونين و300 ألف برميل يومياً، بما يفوق معدل الإنتاج في الفترة المماثلة من عام 2017، مشيرةً الى إلى أن السلطات صدَّرت هذا المعدل إلى جهات آسيوية وأوروبية، على رأسها الصين والهند.