نبأ نت – بعد دعوة الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق بالمجزرة التي ارتكبتها السعودية بحق أطفال سوق ضحيان بصعدة قبل أيام، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن أن جنرالا أميركيا بارزاً حث المسؤولين السعوديين خلال زيارته الرياض على إجراء تحقيق شامل بشأن المجزرة، غير أن خبراء ومنظمات غير الحكومية شككوا في قدرة السعودية أو رغبتها في إجراء مثل هذا التحقيق، خاصة بعد اعترافها وإقرارها بارتكاب الجريمة.
تؤكد سفيرة بريطانيا كارن بيرس، التي تتولى حالياً رئاسة مجلس الأمن الدولي، أن هذا التحقيق يجب أن يكون “شفّافاً وموثوقاً به”. من جهتها، تعتبر المديرة المساعدة لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” لشؤون الامم المتحدة، اكشايا كومار، أن نتائج التحقيق ستكون “مثيرة للسخرية”، بعد أن منحت أعطيت الرياض فرصة إجراء تحقيق حول نفسها، في جريمة أقرت بارتكابها.
من ناحيتها، تؤكد الأستاذة في جامعة ريتشموند في الولايات المتحدة، شيلا كارابيسو، أن الغارة التي استهدفت حافلة طلاب في ضحيان تعد انتهاكاً صارخاً لقوانين الحرب، ولكن في غياب محققين محترفين ومستقلين، لن تظهر الحقيقة أبداً، فيما يشير جيمس دورسي، المتخصّص في شؤون المنطقة في “معهد راجارتنام للدراسات الدولية”، في سنغافورة، إلى أن “كل التحقيقات التي تجريها جهة ما حول نفسها، من دون إشراف دولي، لا تزال تطرح مشكلة”، مضيفا “سيتم رفض النتائج ولن تعتبر ذات صدقية”.
وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن ضغط أميركي على السعودية لإجراء التحقيق، إذ أوضحت المتحدثة باسم البنتاغون ريبيكا ريبريتش أن الجنرال الأميركي زار السعودية، يوم الأحد 12 أغسطس / آب 2018، “وضغط على السعوديين لتوفير الموارد والرقابة اللازمة للقيام بتحقيق شامل وكامل والإفراج عن النتائج للجمهور”.
ويشير خبراء في العلاقات الأميركية السعودية إلى أن الضغط الأميركي الشكلي لا يعدو كونه ادعاءات أمام الاعلام العالمي والدولي، وذلك بعد أن اتهمت واشنطن بإعطاء الضوء الأخضر للرياض لارتكاب المجازر بحق المدنيين.