بينما تشيع وسائل الإعلام العبرية أن ثمة توجها أميركياً إسرائيلياً لتأجيل الإعلان عن “صفقة القرن”، تواصل هذه الأطراف اجتماعاتها السرية مع مسؤولين عرب بهدف التحضير للترتيبات الأخيرة قبل الإعلان عن الاتفاق الذي لم يؤجل بالفعل.
تقرير: هبة العبدالله
برغم الرفض الفلسطيني الشعبي والرسمي لـ”صفقة القرن”، يواصل المسؤولون الأميركيون لقاءاتهم مع نظرائهم الإسرائيليين والعرب بهدف تحديد موعد لطرحها في المنطقة.
تؤكد مصادر مطلعة على تفاصيل الصفقة أن كل ما أشيع مؤخراً عن طلب عربي لتأجيل طرح خطة الإدارة الأميركية بشأن القضية الفلسطينية إلى مواعيد لاحقة غير دقيق، وأن مباحثات سرية ما زالت تعقد بهذا الشأن وبشكل متواصل داخل الغرف المغلقة.
وسبق أن تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تأجيل إعلان الصفقة إلى ما بعد انتخابات مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، لكن مصادر مطلعة أوضحت أن ذلك كان لمجرد تشتيت الرأي العام ومحاولة امتصاص الغضب العربي والفلسطيني الذي رافق الصفقة، خاصة ضد الدول العربية التي تدعمها وعلى رأسها السعودية.
وقبل أسابيع، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مسؤولين في البيت الأبيض أن “صفقة القرن” ستؤجل شهوراً عدة بسبب انتخابات التجديد النص في ومع إمكان إجراء انتخابات مبكرة في كيانات الاحتلال، مبررة ذلك بأن إدارة البيت الأبيض ترى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لن يكون قادراً على التعهّد بالالتزام ببنود الصفقة في فترة ما قبل الانتخابات.
إلا أن مصادر مصرية تؤكد أن اجتماعات عدة حصلت في واشنطن منذ بداية أغسطس / آب 2018 بين مسؤولين سعوديين ومصريين وشخصيات إسرائيلية للتباحث حول الصفقة التي من المتوقع إعلانها قبل نهاية عام 2018.
وتشير المصادر إلى أن الاتصالات واللقاءات العربية الإسرائيلية والأميركية لم تنقطع، مؤكدة وجود مطالبات من السعودية بالإسراع في طرح “صفقة القرن” بعد الاتفاق على خطوطها العريضة كافة، وخاصة التمويل المالي لها والتجاوب الإسرائيلي معه.
وإذ تؤكد المصادر أيضاً تمسك واشنطن بالصفقة وتلقيها دعماً كبيراً من الرياض يعبر عنه المسؤولون السعوديون باستمرار خلال الاتصالات واللقاءات الدائمة التي تجري معهم بمشاركة شخصية إسرائيلية، تلفت المصادر نفسها الانتباه إلى أن الأطراف المعنية بصفقة القرن تعمل على وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق تجهيزاً لطرحها بشكل كامل ورسمي في وقت قريب.