في استمرار لموجة الانتقادات المصاحبة لتسيير السعودية لشعيرة الحج، عمت المغرب حالة من الانتفاض والاستنكار على المعاملة السيئة التي تعرض لها الحجاج المغاربة على الأراضي السعودية.
تقرير: سناء ابراهيم
على صفيح ساخن توضع العلاقات السعودية المغربية، خاصة مع إدخال الرياض لفريضة الحج ضمن العلاقات السياسية، إذ أثارت ظروف إقامة الحجاج السيئة في السعودية في العام الحالي امتعاض الجهات الحقوقية والمواطنين، الذين طالبوا السلطات في الرباط باتخاذ مواقف وقرارات حازمة لتحديد المسؤوليات، ومنهم من ذهب إلى حد الدعوة إلى “مقاطعة الحج”.
وأضاء “المركز المغربي لحقوق الإنسان” على الاهمال الذي تعرض له حجاج مغاربة من لدن أطر البعثة المغربية الرسمية، حيث تاه العديد منهم بين منى ومزدلفة، فيما تسلم بعضهم مواد غذائية فاسدة، واضطر العديد منهم إلى النوم في الشوارع والأزقة.
وانتقدت “جماعة العدل والإحسان”، إحدى أكبر التنظيمات الإسلامية المعارضة في المغرب، ما مر به الحجاج المغاربة. واعتبر القيادي في الجماعة حسن بناجح أن “الأمر يتعلق بإفساد ممنهج يعبث بشعيرة مقدسة، ويفسد على الحجاج المغاربة مناسكهم، ويهدر أموالهم التي لا يظهر لها أي أثر في الخدمات المقدمة لهم، برغم أن كلفة الحج في المغرب من بين الأغلى في العالم”.
وأشار بناجح إلى أنه “إذا أضيف هذا الوضع إلى كوارث تأطير النظام السعودي للحج بما لا يتناسب مع ما يتم جنيه من أموال ملايين الحجاج سنوياً، فإن معاناة الحاج المغربي تصبح مضاعفة”.
وحملت مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجات الحجاج المغاربة وانتقاد الظروف التي مروا بها خلال الحج، خصوصاً في ما يتعلق بظروف التغذية والسكن والنقل، وهو ما عكسته مقاطع فيديو ظهر فيها حجاج مغاربة يشتكون ويتذمرون، ومنهم من فاضت دموعه بسبب الوضع الذي عاشوه في حج العام الحالي.
أما وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية فقالت إن اتصالاً بشأن ظروف الحجاج المغاربة، خاصة ما يتصل بموضوعي الازدحام بمنى وتأخر الحافلات، جمع الوزير المغربي أحمد التوفيق ووزير الحج والعمرة السعودي محمد صالح بنتن، فيما كانت أخبار قد أشارت إلى أن المغرب قدم احتجاجاً رسمياً لدى “المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية” على ما وصفه “باختلالات” ومعاناة تعرض لها حجاجه.