تكثف دمشق نشاطها الديبلوماسي بالتوازي مع اقتراب موعد عقد قمة طهران الثلاثية في 7 سبتمبر / أيلول 2018 والتي ينتظر أن تجمع رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا، بهدف نقاش ملفات عدة أهمها مصير منطقة إدلب ومحيطها.
تقرير: محسن العلوي
بالتوازي مع اقتراب موعد عقد قمة طهران الثلاثية في 7 سبتمبر / أيلول 2018، تشهد دمشق نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً. سيناقش رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا، روسيا تركيا وإيران، ملفات عدة، أهمها مصير منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها.
عقب زيارته إلى أنقرة، سيلتقي وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق. في وقت كان فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد التقى مسؤولين سياسيين وعسكريين روس في موسكو.
يندرج هذا النشاط غير العادي في إطار الاستعدادات العملية للمخرجات المرتقبة من قمة طهران، وتحديداً في ما يخص ملف إدلب، إذ ستحدد هذه المشاورات التفاصيل التقنية الخاصة بتفاهمات الضامنين، ما يشكل إطاراً واضحاً لطبيعة المعركة المرتقبة في إدلب وحجمها.
يدفع الرهان على تأثير هذه القمة في مسار المعارك المرتقبة في الشمال السوري الدول الغربية إلى تنشيط القنوات مع ثلاثي أستانا، وهو ما تَوضّح في قول وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، أن بلاده تسعى إلى إيجاد حل سياسي بشأن محافظة إدلب.
كذلك، تندرج في السعي الغربي نفسه الزيارة التي أجراها قبل أيام المبعوث البريطاني الخاص لطهران، وتلاها لقاء المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، مسؤولين إيرانيين في طهران، بعد أن استضافته دمشق لأيام.
في المقابل، تتجنّب أنقرة التصريحات الجازمة حول مصير إدلب، في وقت تبدو لهجة المسؤولين الروس والإيرانيين حاسمة من ناحية تأكيد أهمية العملية العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب.
وعلى المقلب الاخر، تحشد واشنطن حلفاءها الإقليميين قبيل جولة الاجتماعات الجديدة في جنيف مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، كذلك تتصاعد التهديدات الغربية باستهداف دمشق حال وقوع أي هجوم كيميائي مزعوم، ليتولى المبعوث الأميركي الخاص بالملف السوري، جايمس جيفري، هذه المهمة، إذ وصل إلى عمّان قادماً من تل أبيب، بعد أن اعلنت الخارجية الأميركية أن جيفري سوف يناقش الحفاظ على أمن “إسرائيل” ومواجهة نشاط إيران في المنطقة.