أعطت الإمارات السعودية هدية هي رعاية اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا لتبدو أنها نصراً دبلوماسياً، فيما يظهر التوجس المصري جراء تنامي الدور الإماراتي في القرن الأفريقي.
تقرير: محسن العلوي
نقل موقع “الخليج الجديد” الإلكتروني عن مصادر مطلعة قولها إن اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا الذي وقع، يوم الأحد 16 سبتمبر / أيلول 2018 في جدة، كان بمثابة هدية إماراتية للسعودية، ومحاولة لمنح نصر دبلوماسي من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولو بالشكل.
وأكد الموقع وجود توجس مصري جراء تنامي الدور الإماراتي في منطقة القرن الأفريقي، والدفع بالسعودية كوسيط لرعاية اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا في جدة، في مقابل تغييب القاهرة عن المشهد.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قد وقع هو والرئيس الإريتري إسياس أفورقي، اتفاق سلام في السعودية، بحضور العاهل السعودي، وولي عهده، والأمين العام للأمم المتحدة.
وأشار الموقع إلى أنه لم تتضح بعد طبيعة الدور الذي اضطلعت به السعودية في الاتفاق، لكن يبدو أن حزمة من المساعدات لأديس أبابا وأسمرة دفعت الجانبان إلى الموافقة على التوقيع على الاتفاق.
وكانت السعودية قد قدمت عرضاً يقضي بتزويد إثيوبيا بالوقود لمدة عام مع تأجيل الدفع لمدة 12 شهراً. كذلك سبقتها الإمارات بتقديم حزمة دعم بقيمة ثلاث مليارات دولار تتألف من مليار دولار وديعة في البنك المركزي الإثيوبي، وتعهد بملياري دولار في هيئة استثمارات.
في المقابل، فإن القاهرة تشعر باستياء من تغييبها عن مشهد المصالحة، فضلاً عن امتعاضها إزاء التقارب بين أديس أبابا وأسمرة، والذي تشعر أنه لا يصب في مصلحتها.
وتخشى مصر من تنامي النفوذ الإثيوبي بعد حصولها على دعم سعودي إماراتي ما يعني التعجيل بإتمام مشروع سد النهضة، الذي يؤثر على حصتها من مياه النيل.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي مطلع، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب من وزارة الخارجية المصرية تقريراً عاجلاً يرصد النشاط الدبلوماسي والتجاري للإمارات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، قبيل زيارة ولي عهد أبوظبي إلى القاهرة، في أغسطس / آب 2018.