السعودية / ماذر جونز – دخل فريد زكريا في شجار كبير مع بيل ماهر وسام هاريس الأسبوع الماضي حول ما إذا كان الإسلام دينًا عنيفًا ورجعيًّا بطبيعته أم لا.
ولكن أماكن مثل إندونيسيا والهند لديها مئات الملايين من المسلمين الذين لا يمكن وصفهم بذلك. وهذا هو السبب في أن ماهر وهاريس مخطئان في إطلاقهم التعميمات الإجمالية. ولكن دعونا نكون صادقين. فالإسلام لديه مشكلة اليوم. فالأماكن التي لديها صعوبة في اتخاذ موقعها ضمن العالم الحديث هي غالبًا لديها أغلبية مسلمة.
وفي عام 2013، من بين أكبر 10 مجموعات ارتكبت الهجمات الإرهابية، كانت سبع من المسلمين. كما إنه من بين أكبر 10 دول حيث وقعت الهجمات الإرهابية، كانت سبع ذات أغلبية مسلمة. كما يصنف مركز بيو للأبحاث البلدان بحسب مستوى القيود التي تفرضها الحكومات على حرية ممارسة الدين. ونجد أن الدول الأكثر تقييدًا 24، 19 هي الدول ذات الأغلبية المسلمة.
كما إن هناك سرطان تطرف داخل المجتمعات الإسلامية اليوم. وهناك أقلية صغيرة من المسلمين تتبنى العنف والتعصب وتتخذ مواقف رجعية عميقة تجاه المرأة والأقليات. في حين يواجه بعض المسلمين الآخرين هؤلاء المتطرفين، إلا أنهم لا يفعلون ما يكفي لذلك، فأصوات الاحتجاجات ليست عالية بما فيه الكفاية.
أنا لا أعتقد أن العالم لديه مشكلة مع المسلمين. ولكن لديه مشكلة مع المملكة العربية السعودية. فكلما كانت الدولة تحت تأثير أكبر من المملكة العربية السعودية، كلما كانت أكثر عنفًا وأقل حرية. وكلما اتجهنا إلى الغرب إلى تونس والمغرب نجد إسلامًا أكثر اعتدالًا. وكذلك حينما تذهب شمالًا إلى تركيا يصبح الإسلام أكثر اعتدالًا. وأيضًا، إذا ما ذهبت شرقًا إلى الهند وإندونيسيا تجده يصبح أكثر اعتدالًا.
ربما كانت هناك استثناءات، ولكن بصفة عامة، فالمملكة العربية السعودية هي بؤرة المشاكل الإسلامية، فهي الدولة التي تقف ضد كل شيء يتعلق بالغرب الليبرالي تقريبًا. فهي دولة مناهضة للديمقراطية وفاسدة وذات حكم ثيوقراطي وتعامل النساء بشكل فظيع ونظامها القانوني بربريّ.
كما إنها متعصبة ضد أي دين آخر يخالف فكرها حول الإسلام الوهابي. وليس من قبيل المصادفة أن 15 من الـ 19 من الإرهابيين الذين هاجموا الولايات المتحدة في 9/11 جاءوا من المملكة العربية السعودية وجاء الباقي من دول مجاورة.
فالمملكة العربية السعودية هي البلد التي ينبغي أن تكون منبوذة من قبل كل حكومة على هذا الكوكب. ولكنها ليست كذلك. فلأسباب تاريخية، تحالفت أمريكا منذ فترة طويلة مع أمراء الرياض. والعالم يدفع ثمنًا باهظًا بسبب ذلك.