شعار شركة "أن أس أو" الإسرائيلية للتجسُّس، في مبناها في مدينة هرتسيليا (صورة من الأرشيف)

تكشُّف المزيد من العلاقات الأمنية بين الإمارات والسعودية والاحتلال

يبدو أن حجم التعاون الوثيق بين سلطات أبو ظبي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فتح شهية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي انتقلت إليه عدوى التعاون مع الاحتلال، بعد تصدُّره المشهد السياسي وشنه حملة قمع لمعارضيه داخلياً وخارجياً.

تقرير: محمد دياب

ظل التعاون بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والسلطات الأمنية في أبوظبي يُدار من خلف الكواليس قبل سنوات، لكن التقارير الدولية والتسريبات التي ظهرت خلال العامين الماضيين كشفت عن حجم الترابط بين أجهزة الأمن لدى الطرفين، حيث وصل هذا الترابط إلى السعودية، بعد تصدُّر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المشهد السياسي في المملكة، والسير على خطى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في قمع معارضيه.

تؤكد وسائل إعلام إسرائيلية أن السلطات السعودية استخدمت تكنولوجيا قرصنة إسرائيلية للتجسس على نشطاء ومعارضين سياسيين مقيمين خارج المملكة، بالتوازي مع محاكمات سرية وانتهاكات حقوقية تمارسها سلطات المملكة بحق المعارضين ومعتقلي الرأي، مما عرض الرياض لانتقادات دولية.

وجاء حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حجم التعاون بين تل أبيب والرياض بعد أن كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن محاولة الإمارات التجسّس على هاتف أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني وأمير سعودي وعدد من المعارضين السعوديين عن طريق مجموعة “أن أس أو” الإسرائيلية.

في هذا السياق، ذكرت المعلومات أن “أن أس أو”، التي تتخذ من الأراضي المحتلة مقراً لها، طوَّرت برنامج “بيغاسوس” الخاص بالتجسس، وهو برنامج يحوِّل الهواتف الذكية إلى أجهزة تنصُّت.

وأضافت الصحيفة أن قادة الإمارات يستخدمون برامج التجسس الإسرائيلية منذ أكثر من عام، حيث حوّلوا الهواتف الذكية للمعارضين داخلياً أو المنافسين خارجياً إلى أجهزة مراقبة، وهو ما أكدته مجلة “فورين بوليسي” في تحقيق مطوَّل عن وكالة التجسس الإماراتية التي تُدعى “الأكاديمية”، حيث ذكرت المجلة أن أبوظبي أنشأت موقعاً أطلِق عليه “الأكاديمية” لإدارة المجندين الإماراتيين وتدريبهم.

وأكدت “نيويورك تايمز” أن الإمارات دفعت أموالاً طائلة لمسؤولين سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي أي إيه” لمساعدتها على بناء إمبراطورية تجسس في منطقة الخليج، فضلاً عن التعاون مع شركة تجسس إسرائيلية للإسهام في بناء منظومة مراقَبة مدنية.

جدير الذكر أن حكومة أبوظبي تشرع أبوابها لشركات أسرائيلية مثال شركة “آي جي تي” الأمنية التي تدير عملياتها من مبنى “سكاي تاور” في جزيرة الريم في أبوظبي.