ما بين التصعيد والتراجع يعيش الجنوب اليمني. فبعد التحضيرات التي بدأها “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات لتنظيم فعالية جماهيرية عشية الذكرى 55 لـ “ثورة 14 أكتوبر”، أعلن المجلس إلغاء الفعالية، في خطوة حملت الكثير من التفسيرات.
تقرير: سناء ابراهيم
يعيش جنوب اليمن حالة من التخبّط تبرز في القرارات والمواقف المتتالية خاصة لحلفاء الإمارات هناك. ففي وقت سُجّل فيه تراجع إضافي في موقف “المجلس الانتقالي الجنوبي” المحسوب على أبو ظبي، الذي أعلن إلغاء الفعالية التي كان ينوي تنظيمها عشية الذكرى 55 لـ”ثورة 14 أكتوبر”، أكد ما يسمى “المجلس الثوري الأعلى”، الموالي للزعيم الجنوبي حسن باعوم، عدم مشاركته في أي من الفعاليات التي دُعي إليها.
واعتبر المجلس، في بيان، ان الفعاليات “لا تعبر عن الإرادة الشعبية الجنوبية، وتحاول حرف مسار الغضب الشعبي المُوجّه ضد التحالف السعودي الاماراتي”، وطالب كل من سيحضر بالتأكيد على شعار أنه “لا تحالف بعد اليوم”.
من جهته، أعلن “الانتقالي” “عدم تنظيم فعالية مركزية في 14 من أكتوبر”، معيداً الأسباب إلى “الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يشهدها الجنوب ويعانيها أبناؤه في كل المحافظات”، فيما دعت هيئة الرئاسة في المجلس الجماهير إلى “تلقي التوجيهات من القيادات المحلية للمجلس الانتقالي في المحافظات”.
وأثار قرار “الانتقالي” استغراب الجنوبيين، إذ أنه تزامن مع تحركات سياسية في الرياض طالبت بالتوقف عن التصعيد الممارس من قبل حلفاء أبو ظبي.
وجاء موقف “الانتقالي” في الوقت الذي حبست فيه عدن أنفاسها في انتظار 14 أكتوبر / تشرين الأول، بعد التحركات العسكرية التي شرعت فيها القوات الموالية لأبو ظبي والانفصاليين، منذ أيام، بما فيها استحداث مواقع عسكرية في عدن، ونشر آليات، وجاء الإعلان نتيجة لمستجدات غير معلنة بين أبوظبي والرياض.
تشير مصادر يمنية مطلعة إلى أن التفسيرات لبيان “الانتقالي” تراوحت بين احتمالين، أولهما أن تكون الإمارات قد أوعزت إليه بالتراجع عن تنظيم فعاليته، درءاً لأي توتر مع القوى المحسوبة على التابعة للتحالف، وذلك بموجب تفاهم مع السعودية. وثانيهما: أن يكون “الانتقالي” قد استشعر فشلاً محتملاً في إقامة الفعالية.