تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن “قتلة مارقين” في قضية الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، تمهيداً لتبرئة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الاغتيال. لكن هذه التبرئة لن تكون من دون ثمن في قضية يبدو أن آثارها على صورة ابن سلمان كمصلح لن تمحو بسهولة.
تقرير: سهام علي
في محاولة لدعم حليفته السعودية، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن عناصر “غير منضبطين” قد يكونون قتلوا الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
بدأ ترامب تلميحات حول صفقة تخرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من مأزقه، مشيراً إلى أن الكاتب السعودي قد يكون قتل على يد “عناصر مارقين” من دون أن يشرح كيف دخل هؤلاء إلى القنصلية وبأمر من.
وتنبئ المماطلة في كشف الأدلة بأن صفقة ما يجري العمل عليها لنفض يد ابن سلمان من دماء خاشقجي، وسط مؤشرات تعززت مع قرار ترامب إيفاد وزير خارجيته مايك بومبيو لمقابلة الملك سلمان، لإيجاد صيغة تنجو بموجبها المملكة من محاسبة رسمية دولية على جريمة القتل.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن واشنطن ربما تلعب على مصالحها مع الرياض، خصوصاً وأنها تعرف جيدا كيف تبتز صناع القرار السعودي.
وتعليقاً على التقارير الإعلامية بشأن استعداد السعودية للإقرار بمقتل خاشقجي أثناء التحقيق، قال ترامب إنه اطلع على تقرير إعلامي أفاد بأن المسؤولين السعوديين ربما يقولون إن خاشقجي قتل خلال استجواب “جرى من دون إذن”، لكن “لا أحد يعلم” إذا كان تقريراً رسمياً، وفقاً لترامب.
وتأكيداً على التوجه لتبرئة ابن سلمان، قال ترامب: “يبدو أن الملك سلمان وولي عهده ليس لديهما علم بشأن ما يمكن أن يكون حدث لخاشقجي”.
وتزامن تصريح الرئيس الأميركي مع إعلان السعودية أنها شكلت لجنة مشتركة مع تركيا للتحقيق في القضية، وذلك تمهيداً منها لفض أيدي كبار مسؤوليها وتلفيق التهمة لموظفين صغار، قد يكون القنصل السعودي محمد العتيبي في مقدمتهم، وفي انتظار ما يبدو أنه صفقة أميركية سعودية تركية لإقفال قضية خاشقجي والحفاظ على ماء وجه ولي العهد السعودي، الذي ظهر في وسائل إعلام غربية على أنه مسؤول مباشر عن مقتل خاشقجي.