أخبار عاجلة
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

كيف تبدو صورة ابن سلمان؟

تتهاوى، بسرعة قياسية في الإعلام الغربي، الصورة التي رسمها محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد في السعودية، في يونيو / حزيران 2017. فبعد أن كان “عرّاب مشروع التغيير” في المملكة، بات اليوم حاكماً قمعياً ومجرم حرب.

تقرير: مودة اسكندر

هل انتهى شهر العسل لولي عهد السعودية محمد بن سلمان؟ سؤال بات اليوم مطروحاً بقوة في الدول الغربية حليفة السعودية، وذلك عقب اختفاء الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، مطلع شهر أكتوبر / تشرين الأول 2018.

وفيما تتجه الأنظار إلى الاعتراف السعودي الرسمي بقتل خاشقجي، تعقد المفاوضات على قدم وساق لايجاد صيغة توافقية تخفف من وطء الخسائر على صورة ابن سلمان.

وتساءلت شبكة “سي بي سي” التلفزيونية الأميركية قائلة: “هل يُصدق أنه لم يمض 18 شهراً على هبوط طائرة الرئاسة الأميركية في الرياض ليبدأ استقبال رسمي حافل؟”.

وتقول الصحيفة: “منذ ذلك الوقت، تغيرت أمور كثيرة. وظهرت مؤشرات تحذيرية على أن ابن سلمان ليس الإصلاحي الليبرالي الذي كان يظنه الغرب، وذلك حين احتجز العشرات من الأمراء وكبار رجال الأعمال في عام 2017، بمزاعم الفساد. كما اعتقل العشرات من المتظاهرين السلميين، مع تهميش عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة ورجال الأعمال. وأمر باعتقال كل من يجرؤ على معارضة أجندة الإصلاح التي أعلنها، حتى لو كان هذا عبر تغريدة في موقع “تويتر”.

فشل ولي العهد لم يقف عند هذا الحد، بل تخطاه الى السياسات الخارجية. فابن سلمان ورط المملكة في حرب مكلفة بات واضحاً أن أعجز من تحقيق نصر واحد فيها، كما أدخل البلاد في مقاطعة مع قطر، وخلاف مع كندا حول حقوق الإنسان، واحتجز سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، في نوفمبر / تشرين الثاني 2017، بعد إجباره على الاستقالة.

ورأت صحيفة “واشنطن بوست” أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “عندما اختار الرياض لتكون محطته الخارجية الأولى في العام الماضي، كان يراهن على ابن سلمان، مروجاً إياه كـ”إصلاحي” هدفه دفعه المملكة إلى الحداثة”.

وتحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” عن “الاختلاف بين الحقيقة والخيال في ما يتعلق بممارسات ولي العهد، حيث يبدو أن تصريحاته المنمقة تختلف كثيراً عن أفعاله الموسومة بالقمع والترهيب”.

وقالت الصحيفة: “لقد تحول محمد بن سلمان من الأمير القائد للتغيير إلى دكتاتور متخصص في التصفية الجسدية، بعدما كانت وسائل الإعلام تتغنى بإنجازاته على كونه الأمير العصري الذي كان الغرب في انتظاره”.

بدوره، قال موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني إن “الدعم المستمر والمباشر الذي قدمه ترامب لولي العهد منذ تنصيبه أصبح الآن مصدر إحراج”، وأشار الموقع إلى أن “الشبكة المعقدة من جماعات الضغط السعودية والإماراتية في واشنطن بدأت أيضا في الانهيار”، فـ “كل هذا نُسف في ليلة واحدة، وبات الحطام في كل مكان”.