السعودية / نبأ – مُفاجِئة هي زيارة أمير قطر إلى المملكة السعودية، من دون سابق إعلان أو ترتيب وصل تميم بن حمد آل ثاني إلى القصر الملكي في جدة حيث التقى الملك عبد الله بن عبد العزيز، لقاء هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أشهر منذ الثاني والعشرين من تموز الماضي. وكالة الأنباء السعودية ذكرت أن الطرفين تباحثا في أوجه التعاون بين البلدين ومجمل الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية. تطورات يبدو أن زيارة الأمير للملك لم تكن خارج سياقاتها على الإطلاق.
في الوقائع السياسية الراهنة يظهر الميل الأمريكي إلى استرضاء أنقرة والتوصل معها إلى صيغة مشتركة للحرب ضد داعش في سوريا والعراق، على الرغم من نفي المسؤولين الأتراك توصلهم إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن قاعدة أنجريليك، جلّى الكلام الأمريكي بعضا من معالم هذه المشاريع وإن كان حذرا من مقاربة تفاصيلها تحسبا لانزعاج تركيا. وإذا كان التوافق الأمريكي التركي بات وشيكا أو تم إرساؤه حقا خلف الكواليس فإن الحليف العربي الأقرب لأنقرة سيتمكن من رحرحة سياساته والإتكاء على سند قوي في معركة قوى النفوذ المقبلة.
باختصار، تجد قطر نفسها اليوم في موقع متقدم بالنظر إلى وضعية الأتراك الراهنة، وحدها السعودية تستشعر خطر استبعادها من ريادة التحالف الدولي ضد داعش، خطر ربما يرى المسؤولون القطريون أنه يمثل فرصة سانحة لاحتواء غضب المملكة وإسداء خدمة سياسية للتحالف الدولي في الوقت نفسه. سؤال بديهي يطرح نفسه في هذا المقام: هل كان أمير قطر في زيارته الأخيرة إلى المملكة في مهمة إقناع واسترضاء؟