لا ينفك حكام السعودية يستغلون هالة المسجد الحرام لحماية مصالحهم، وهي السياسة التي عززها هؤلاء الحكام بعد حادثة مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
تقرير: هبة عبدالله
يستخدم “خادم الحرمين الشريفين” كلقب فضفاض للإشارة إلى ملوك السعودية، وهم ليسوا لائقين به نظير تاريخهم الطويل في استغلال منبر المسجد الحرام في مكة للإشادة والتقديس والدفاع عن حكام السعودية وسياساتهم.
ومرة خرى بعد حادثة مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، وتوجيه أصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عادت الملكية السعودية إلى استخدام المسجد الحرام للدفاع عن الأمير الشاب وتأكيد شرعيته وسيطرته على مكة والمدينة بطريقة تقول صحيفة “نيويرك تايمز” إنها “مزعجة جداً”.
ففي الخطبة، التي ألقاها يوم الجمعة في 19 أكتوبر / تشرين الأول 2018، شرع عبد الرحمن السديس، إمام المسجد الحرام وصاحب أرفع سلطة دينية في السعودية في شرع في تمجيد ابن سلطان كهدية إلهية للمسلمين، وقال السديس إن “مسار الإصلاح والتحديث في هذه الأرض المباركة .. من خلال العناية والاهتمام من قبل ولي عهدها الإصلاحي الشاب الطموح والمخلص، صاحب الرؤية الابتكار والحداثة المتعمقة رغم كل الضغوط والتهديدات”.
يعتبر أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا خالد محمد أبو الفضل خطبة السديس بأنها “مقلقة الغاية” لما تشكله من “انتهاك لحرمة المكان المقدس لدرجة الاسترشاد بمقولة منسوبة للرسول محمد (ص) بأن الله عز وجل يرسل، مرة كل قرن، مجتهداً ومصلحاً عظيماً لاستعادة الإيمان أو تجديده، وقد شرع السديس في تمجيد بن سلمان لكي يثبت أن ولي العهد هو المجتهد الذي أرسله الله لإحياء العقيدة الإسلامية في عصرنا الحديث”.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أنه “لم يسبق أن استغل رجال الدين في السعودية منبر الرسول محمد بمثل هذه الوقاحة ليخدموا النظام الملكي، وعادة ما يتم قراءة الخطب في مكة المكرمة والمدينة المنورة من نص مسبق تتم الموافقة عليه من قبل قوات الأمن السعودية”.