السعودية / نبأ – يبدو التلويح السعودي بلائحة الإعدامات في هذا المفصل بالذات مرتبطا بسياقات إقليمية ودولية لم تعد خافية على أحد، منذ سقوط العاصمة اليمنية في أيدي الحوثيين تشعر المملكة السعودية أنها واقعة في مغطس يعسر الخروج منه، حتى الآن لم تستطع الرد على الصاع الإيراني إن صح التعبير بنظيره أو بما هو أدنى منه حتى، على العكس من ذلك، ما تزال حركة أنصار الله في طريقها نحو تحقيق المزيد من المكاسب الإستراتيجية. وفي البحرين أثبتت الرؤية السعودية فشلها في تكميم الحراك الشعبي أو تمويته أو الحد من تصاعده، إعلان المعارضة البحرينية بمختلف أطيافها مقاطعتها الإنتخابات المزمع إجراؤها في البلاد أرخ لانتعاشة جديدة في سيرورة الثورة.
يضاف إلى ذلك قلق الرياض من احتمال فشل التحالف الدولي ضد داعش في تحقيق أهدافه، للحظة ما وربما لأيام والأرجح ليومنا هذا يأمل المسؤولون السعوديون أن يفلح التحالف في تقليص نفوذ تنظيم داعش وكف أيديه عن المملكة وإنهاء الحكمين القائمين في سوريا والعراق فضلا عن تمكين حلفاء السعودية من تثبيت أقدامهم في اليمن والبحرين. أهداف لا تظهر قريبة المنال أو حتى ممكنة التحقق في ظل ما تمور به المنطقة من اضطرابات.
من هنا، جاء الإعلان السعودي عن إنزال عقوبة القتل تعزيرا بالشيخ الرمز نمر النمر، إعلانُ يأسٍ بالدرجة الأولى، تستشعر السعودية حاجتها الماسة إلى توجيه صفعة للإيرانيين، تحتار في أمرها، التصريحات لا تكفي وحدها لذلك، ثمة صقور إيرانية يمكنها منازلة نظرائها السعوديين بكل جدارة، وعلى أرض الواقع قيود كثيرة تحول دون تحرك جاد وفعال، وحده الشيخ النمر القابع في سجون المملكة منذ حوالي سنتين يمكنه توصيل الرسالة، رسالة يخطئ النظام السعودي إن اعتبر أن التمادي في خَطّها سيمر مرور الكرام على الداخل وتحديدا على أهالي المنطقة الشرقية… هذا ما يؤكده تاريخ الأحداث المفجعة التي أشعلت غضبا شعبيا عارما في غير منطقة من العالم.