فرنسا / نبأ – كشف معهد “باريس الفرانكفوني للحريات”، يوم الاثنين 10 ديسمبر / كانون الأول 2018، عن أن السلطات السعودية عذّبت طالبة سعودية اعتقلت تعسفاً على خلفية دعوى كيدية، بتهمة انتقاد سلطات المملكة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد المعهد، في تقرير، إنه تلقى “شهادة شفوية صادمة” عن “تعذيب ممنهج” تتعرض له الطالبة في “جامعة الإمام”، شدن خالد العنزي المعتقلة منذ 7 أشهر من دون سبب قانوني.
وتتعلق الشهادة التي يقول المعهد إنها وصلته مؤخراً من دون تحديد تاريخها بممارسات وانتهاكات تتعرض لها العنزي في الحبس الانفرادي، وصلت حد التعذيب الجسدي والنفسي والصعق بالكهرباء.
وذكر المعهد أن العنزي “اعتقلت على خلفيّة دعوى كيدية بقرار من النيابة العامة السعودية، بزعم توجيهها انتقادات إلى السلطات السعودية في مكان دراستها وعلى مواقع التواصل الاجتماعي”، مذكراً
بأن “تعذيباً ممنهجاً تتعرض له معتقلات الرأي في السعودية، أغلبهن من الداعيات إلى حق النساء في قيادة السيارات، ومن المطالبات بإنهاء نظام ولاية الرجل لتمكين النساء السعوديات، ولا تُعرف تحديداً أماكن احتجازهن وما يتعرّضن له”.
وطالب بتدخل دولي “للضغط على السلطات السعودية لضمان سماحها لمراقبين مستقلين دوليين بالوصول إلى ناشطات حقوق الإنسان السعوديات المعتقلات للتأكد من سلامتهن”.
وناشد بضرورة “تبييض السجون السعودية من مئات معتقلي ومعتقلات الرأي والدعاة والأكاديميين والناشطين الحقوقيين، الذين يشكّل استمرار اعتقالهم جميعاً تعسّفاً صورة واضحة لتحوّل السعودية إلى سجن كبير للمعارضين”.
وأكد “المعهد الفرانكفوني للحريات” أن “على السعودية التحقيق فوراً وبطريقة موثوقة في ادعاءات سوء المعاملة أثناء الاحتجاز، ومحاسبة أي متورّط في التعذيب وإساءة معاملة المحتجزات، وتوفير العدالة للناشطات اللواتي أُسيئت معاملتهن خلال الاحتجاز”.
وشدد على مطالبته بالتحرّك الدولي سريعاً “وفقاً للأدلة المتكرّرة على التعذيب الوحشي للناشطات الحقوقيات في السعودية، ومطالبة السلطات فيها علناً بالإفراج عن جميع النشطاء السلميين فوراً، أو فرض عقوبات على الرياض ومقاطعتها”.
ووثقت تقارير حقوقية مؤخراً أن شخصيات مقرّبة من الديوان الملكي السعودي، كسعود القحطاني، مساعد ابن سلمان، متورط في تعذيب معتقلي ومعتقلات الرأي توثيق في التعذيب.
وبحسب مصادر مطلعة على الطريقة التي تتم بها معاملة الناشطات، فإن مجموعة من الرجال يعذبون الناشطات من خلال التحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والجلد في منشأة احتجاز غير رسمية في جدة.
ووصفت المصادر المجموعة المؤلفة من نحو 6 رجال بأنها مختلفة عن المحققين الذين رأتهم الناشطات من قبل، وقالت إنهم ينتمون إلى “الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز”، الذي كان القحطاني رئيسه في ذلك الوقت أو إلى جهاز أمن الدولة.
وشهدت السعودية حملة اعتقالات واسعة خلال العامين الماضيين، مع تولي بن سلمان منصب ولي العهد، واستهدفت علماء وأمراء ومسؤولين ووزراء سابقين، فضلاً عن اعتقال ناشطين معارضين.