أرادوا خنقَ قضيته باعتقاله فانتقلت قضيتُه من المحليِّ الى الدولي، وأرادوا إخفاءَه جسداً خلف القضبان فصار حاضراً في شوارع الدنيا ومحافلِها..
ولفرْط ما أسرفوا في الغيِّ، فقد هالَهم أن يحصدوا زرعاً مرّاً، وباء المسعى فشلاً على فشل، فلا صوتُه خبا ولا رسالتُه انقطعت، وأما الحِراك الذي راهن أهلُ الحكم على انحسار ظلِّه فقد تجدّد وتمدّد فبات الشيخُ النمر رمزاً لأكثرَ من وطن، ولأكثر من قضية، وهو اليوم يطوف برمزيته في أرجاء العالم ويُفشي أسرار مملكة الصمت والقهر التي أنفقت أموالَها في غير سبيل الحق فكانت عليها حسرةً وندما..
استبدّ الوهمُ بأهل الاستبداد حين هلّلوا لجريمة اعتقاله، بأنهم وضعوه داخل القفص، وإذا بهم يكتشفوا أنه هو من وضعهم فيه، وحشرهم في زاويته، وإن أظهروا خلافَ ذلك عناداً وكبَرا..
ولمن تبقى لديه بعضُ حكمة نقول إن الشيخ النمر بات رسول قضيةِ شعبه الى العالم وإن اقترافَ جريمة إعدامِه سوف يجعل منه رسولَ غضبِ العالمِ إليكم.