أخبار عاجلة
جامعة تورونتو الكندية، حيث يوجد مختبر "سيتيزن لاب" الذي استجوب موطفان فيه بشأن قضية خاشقجي (بزنس إنسايدر)

تحقيقات لمشبوهين في بصمات إسرائيلية بشأن قضية خاشقجي

كندا / مواقع / نبأ – أعلنت مؤسسة “سيتيزن لاب”، التي كشفت استخدام أدوات تجسس إسرائيلية في التنصت على الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، عن أن موظفيها استُجوبوا من قبل وكلاء سريين دوليين.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس”، يوم السبت 26 يناير / كانون ثاني 2019، بأن هؤلاء “الوكلاء الدوليين السريين” الذين انتحلوا صفة مستثمرين، استدرجوا مرتين خلال الشهرين الماضيين موظفين في المؤسسة البحثية التي تنشط في جامعة تورونتو في كندا، إلى لقاءات في فنادق فاخرة في تورونتو ونيويورك، حيث استجوبوهم لساعات بخصوص اكتشافاتهم المتعلقة بوجود “بصمات إسرائيلية” في قضية خاشقجي، وكذلك حياتهم الشخصية.

وأشارت الوكالة إلى أن الغموض لا يزال يلف الطرف الذي ينتمي إليه هؤلاء “الوكلاء”، لافتة الانتباه إلى أن تصرفاتهم تشابه ما يستخدمه المحققون الخاصون الذين يتقمصون شخصيات وهمية لجمع معلومات استخباراتية أو مواد تشهير أو معطيات مشوهة لسمعة شخصيات بارزة داخل الحكومات أو أوساط الأعمال.

وفي بداية الأمر، تسلم اللاجئ السوري العامل في “سيتيزن لاب”، بحر عبد الرزاق، في 6 ديسمبر / كانو أول 2018، رسالة عبر شبكة “لينكد إن” للتواصل الاجتماعي من رجل قدم نفسه تحت اسم غاري بومان، وقيل إنه مسؤول جنوب إفريقي في شركة مختصة بالتكنولوجيا المالية (تبين لاحقاً أنها وهمية) ويقيم في مدريد، حيث اقترح على عبد الرزاق الانضمام إلى “مبادرة جديدة” لمساعدة اللاجئين.

ووافق عبد الرزاق على اللقاء بهذا الرجل في فندق “شانغري لا” في تورونتو، لكن بدلاً عن مشاكل اللاجئين، سرعان ما تطرق الحديث إلى تحقيق “سيتيزين لاب” في استخدام أجهزة شركة “أن أس أو” الإسرائيلية في التجسس على خاشقجي والمقربين منه.

وكشف عبد الرزاق عن أن بومان وجه إليه أسئلة مثيرة للاستغراب، بما في ذلك ما إذا كان اللاجئ السوري “يؤدي الصلاة” وما إذا “يشعر بكراهية اتجاه إسرائيل”.

وبعد هذا الحادث، تلقى موظف آخر في المؤسسة نفسها، جون سكوت رايلتون، رسالة مماثلة من رجل يدعى نفسه ميشيل لامبيرت، رئيس شركة باريسية مختصة بالتكنولوجيات الزراعية (وهي وهمية أيضاً).

وأعرب هذا الشخص عن اهتمامه ببرنامج عمل عليه سكوت رايلتون سابقاً، وهو متعلق بوضع خرائط باستخدام صور تلتقط بواسطة طائرات ورقية.

واقترح لامبيرت على سكوت رايلتون اللقاء في مطعم بفندق “بيننسلا” في نيويورك، لكن الموظف كان يشكك منذ البداية في حسن نية “المسؤول الفرنسي”، سيما في ظل ما حدث سابقاً لزميله عبر الرزاق.

ميشيل لامبيرت، قدم نفسه لموظف “سيتيزن لاب” على أنه رئيس شركة مختصة بالتكنولوجيا الزراعية (روسيا اليوم)

ولذلك، وصل سكوت رايلتون إلى اللقاء مجهزاً بأدوات تنصت وتسجيل أيضاً، وجلس على طاولة مجاورة لطاولة صحافيين من “أسوشيتد برس”.

ولاحظ سكوت رايلتون داخل المطعم أشخاصاً تابعوا حواره مع لامبيرت والتقط أحدهم صوراً، كما وضع “المسؤول الفرنسي” على الطاولة قلماً لاحظ فيه موظف “سيتيزن لاب” عدسة كاميرا.

وتكرر خلال هذا اللقاء السيناريو السابق، إذ بدأ لامبيرت يوجه أسئلة بخصوص “العنصرية ومعاداة السامية” داخل المؤسسة ودراساتها المتعلقة بـ “أن أس أو”.

وفي نهاية اللقاء، دعا سكوت رايلتون إلى الطاولة صحافيي “إسوشيتد برس”، ما حيّر لامبيرت، الذي رفض الإجابة على أسئلتهم واكتفى بالقول: “أعرف ما أفعله، ولا يجب علي تقديم أي توضيحات”.

جون سكوت رايلتون، موظف في “سيتيزن لاب” (بزنس إنسايدر)

وبحسب موقع “روسيا اليوم” الإلكتروني ، دان رئيس “سيتيزن لاب”، رون ديبيرت، بأشد العبارات هذه التصرفات، واصفاً إياها بأنها “تحركات شريرة وراء الكواليس”، وشدد على أن “أي اعتداء ماكر على منظمته هو اعتداء على الحرية الأكاديمية عموماً”.

من جانبها، أصدرت “أن أس أو” بياناً نفت فيه أي صلة مباشرة أو غير مباشرة لها بعمليات سرية موجهة ضد هذه المؤسسة البحثية، مشددة على أنها لم تستأجر أي وكلاء لإجراء تحقيق خاص مع موظفي المؤسسة.

وفي أكتوبر / تشرين أول 2018، أعلنت “سيتيزن لاب” أن أجهزة تجسس منتجة من قبل شركة أن أس أو” الإسرائيلية استخدمت للتنصت على الهاتف التابع لأحد المقربين من خاشقجي الذي قتل داخل قنصلية السعودية في اسطنبول، في الثاني من الشهر ذاته.

وسبق أن نفت الشركة الإسرائيلية استخدام الأدوات المصنوعة من قبلها في التجسس على خاشقجي، لكنها رفضت الإجابة عن سؤال ما إذا كانت تبيع منتجاتها للحكومة السعودية.

المصدر: روسيا اليوم