السعودية / لوموند الفرنسية – هل ستجد تطبيقات حجز السيارات مع السائق موطئ قدم في المملكة العربية السعودية بعد رفضها من قبل السلطات في أوروبا، في باريس وبرلين مثلًا؟
كل شهر، تنفق سيدّة الأعمال سمر نصّار (38 عامًا) نحو 800 دولار خلال تنّقلها من العاصمة الرياض إلى جدّة كحجوزات. “يقودنني إلى العمل ويأتون لنقلي من المطار وينقلونني حيثما أردت”، هكذا صرّحت نصّار لـ وول ستريت جورنال .
وتبدو هذه الميزانية الشهرية غير منطقية بالنظر لسعر الإيجار أو تمويل سيارة. إلّا أنّها لا تملك أي خيار في بلد يمنع المرأة من قيادة السيارة؛ إذ إنّ عضوًا في مجلس علماء الأمّة ذكر السنة الماضية أنّ القيادة “تضرّ بالمبيضين”.
نسبة نموّ تقدّر بـ 50 % شهريًّا
مجموعة من التطبيقات مثل Uber و Rocket Internet AG’s Easy Taxi أُطلقت في المملكة خلال الأشهر الـ 18 الأخيرة و80 % من مستعمليها من النساء. التطبيق الألماني Rocket Internet تمّ تحميله 300 ألف مرة منذ فيفري وثلاث خدمات أخرى على الأقل متوفّرة أو في طور الانطلاق.
تستعمل السيّدة نصّار خدمات Careem، مؤسس الشركة منتصر شيخة صرّح: “السعوديات يستخدمن خدماتنا من 3 إلى 4 مرّات في اليوم يوميًّا”. وتعدّ شركته 50 ألف مستخدم منتظم في مملكة آل سعود ويحقّق هذا الرقم نموًّا بنسبة 50 % شهريًّا.
المملكة العربية السعودية ـ أكبر دول الخليج ـ تعدّ نحو 30 مليون ساكن، 74 % من سكّانها يستعملون الهواتف الذكية ـ إحدى أكبر النسب حول العالم ـ، وحسب شركات التطبيقات فإنها تمّثل واحدة من كبرى الأسواق على مستوى العالم. في حين أن نصف سكّانها البالغين لا حقّ لهنّ في الجلوس خلف مقعد السياقة.
تستعمل شركات التطبيقات للتسويق شعارات من قبيل “9 ريال ذهاب وإياب إلى المراكز التجارية في الأسبوع”، “تكرهون الانتظار في الطريق؟ تخافون من ركوب سيارة مع سائق غريب؟” للعب على الاستهلاك أو الشعور بانعدام الأمن في مجتمع غير متقبّل لفكرة ركوب المرأة في تاكسي وتنعدم فيه وسائل النقل العمومي.
طرق التسويق هذه تبدو مزعجة لبعض السيدات؛ إذ إن الباحثة المساعدة منى أحمد (28 عامًا) مقيمة في جدّة قالت: “هذا مهين. أعلم أنّهم ليسوا من يمنعونني من القيادة ولكن هذا موجع”، وتعتقد أن التطبيق لن يكون أبدًا بديلا لحقّ المرأة في القيادة.
يوم 26 أكتوبر القادم ـ ككلّ عام ـ دعت المناضلات من جديد السعوديات إلى تحديّ هذا المنع والقيادة في الشوارع.
المقالة تعبر عن رأي الصحيفة / الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها