السعودية / نبأ – تحت عنوان إنخفاض أسعار النفط وصناعة القرار السعودي كتب مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن سايمون هندرسون.
هندرسون أوضح أن أسباب هبوط أسعار النفط عشرين في المئة يعود لمجموعة من العوامل، من بينها انخفاض النمو في الصين وضعف النمو في أوروبا وزيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط النفط الصخري.
إلا أنه أكد أن العامل الرئيسي يعود دائما إلى سياسات السعودية حيث تترأس منظّمة الدول المصدرة للبترول أوبك، كما أنها تملك ربع إحتياطات العالم من النفط.
هندرسون أشار إلى أن الإحصائيات تؤكد أن المملكة تنتج عشرة ملايين برميل يومياً، بينما يمكنها ضخ نحو إثني عشر مليون برميل يومياً.
وفي الأوقات التي يرتفع فيها الطلب، يمكنها زيادة العرض لتخفيف ارتفاع الأسعار، أما في فترات انخفاض الطلب، فبإمكان المملكة الصمود في وجه انخفاض عائدات التصدير.
الباحث هندرسون اعتبر أن السعودية تساهم في تخفيض الأسعار في سبيل إبعاد بعض المنافسين العالميين، كما أنها تريد أن تبقى أيضاً من أكبر مصدري النفط إلى الولايات المتحدة، نظراً للأهمية الجغرافية السياسية التي تراها في هذه العلاقة.
هندسون رأى إن أحد أسباب تحول السياسة النفطية للممكلة من السيطرة إلى التفاعلية هو حالة الشيخوخة التي تمر بها القيادة في المملكة. فالملك السعودي عبد الله، يعاني من سنوات من التدخين المفرط، ، ولم يعد قادراً على السير دون مساعدة.
أما خليفته النظري ولي العهد الأمير سلمان، فهو يعاني أيضاً من أمراض مختلفة، بحسب هندرسون.
وتحدث الباحث عن عرض علني نادر عن للانقسام القائم في العائلة المالكة، عندما نشر الوليد بن طلال، رسالة مفتوحة أعرب فيها عن خوفه من رباطة جأش الوزير الواضحة فيما يخص انخفاض الأسعار، كما شملت الرسالة طلباً ضمنياً من الملك السعودي بطرد الوزير.
الباحث أكد أن الوضع لن يمر دون بعض التأثيرات السلبية في الداخل إذ تحتاج المملكة إلى ما لا يقل عن حوالي ثمانين دولار للبرميل الواحد لتلبية متطلباتها للإنفاق في الميزانية من دون الوقوع في عجز.
الباحث هندرسون اعتبر أن انخفاضاً كبيراً في السعر سيمثل فشلا سياسيا، وقد يؤدي إلى تنشيط المعارضة.
وعلى المدى القصير، تريد الرياض الحفاظ على زعامتها السياسية للعالم الإسلامي والعربي ، وعلى سيطرتها على منظمة أوبك.
بالنسبة للولايات المتحدة أوضح هندرسون أن تراجع أسعار النفط أثار مخاوفَ بشأن الجدوى التجارية لإنتاج النفط الصخري، إلا أن عملية تراجع الأسعار ستحسن من تأثير العقوبات الأمريكية على إيران وروسيا، كما سيؤدي الانخفاض على المدى الطويل إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
وانتهى الباحث إلى أن السرعة التي تتراجع بها أسعار النفط هي التي تشكل تحدياً بالنسبة إلى صانعي القرار ، وبالتالي فإن الكيفية التي تتصرف بها القيادة السعودية ستكون حاسمة للوصول إلى نتيجة وعلى نحو سلس.