تقرير: سناء إبراهيم
بعد أن تمكنت المظاهرات الشعبية في الجزائر من تحقيق خطوتها الأولى بدفع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة نحو الاستقالة، بدأ القلق يستشري بين أروقة الحكم في كل من السعودية والإمارات، وذلك خوفاً من تزعزع عروشهم بفعل انتقال التحركات الشعبية إليهم، والدخول في موجة ربيع عربي ثانٍ.
ونبه موقع “لوب لوغ” الإلكتروني الأميركي إلى الخوف المتزايد في الرياض وأبوظبي، إثر الأوضاع في الجزائر، حيث أن “الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عاشا فترة من التفاؤل، بأن ما أطلق عليها ثورات الربيع العربي ستؤدي إلى تحول ديمقراطي في المنطقة، وخلافا لهذا التفاؤل فإن المنطقة شهدت خلال الثماني سنوات الماضية تحولا متزايدا نحو الديكتاتورية”.
ويعتبر مدير مركز “غالف ستيتس أنالتيكس” في واشنطن، جيورجيو كافيرو، أن “المسؤولين في دول الخليج مصممون على منع تكرار ما حدث في عام 2011، واتسم القمع في دول الثورة المضادة على المعارضين والمنشقين بالقسوة، إلا أن قادة الكتلة السعودية الإماراتية، الذين تسلموا زمام الثورة المضادة وفعلوا كل ما بوسعهم لتشديد السلطة في بلادهم”.
وقد دعمت الرياض وأبو ظبي حكم آل خليفة في البحرين اقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً منذ عام 2011، كما مولتا انقلاب الجيش المصري في عام 2013 ضد الحكومة المنتخبة، ودعمتا الجنرال خليفة حفتر، وفرضتا حصارا على قطر.
بدوره، يقول المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، الزميل في معهد بروكينغز، بروس ريدل، إن “المسؤولين السعوديين يراقبون الأحداث في الجزائر، وهم خائفون من آثار الإطاحة بزعيم عاجز من خلال تظاهرات شعبية، والمطالبة بنظام سياسي أكثر انفتاحاً، وهو ما تعده الملكية السعودية المطلقة من المحرمات”.
كافيرو يلفت الانتباه إلى أن “ولي العهد محمد بن سلمان (السعودي) يعاني من مشكلة في السمعة في الجزائر، وتظاهر الجزائريون ضد زيارته إلى الجزائر في عام 2019، وتجاهله المسؤولون الجزائريون، وليس من الواضح إن كانت الرياض قادرة على إقناع الرئيس دونالد ترامب بدعم الجيش الجزائري”.