السعودية / نبأ – وصف رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية، ناصر قنديل الحالة التي وصل إليها الجسد الحقوقي العربي والإسلامي بالتناغم والتطبع مع قوانين الحقبة النفطية.
قنديل رأى أن من الواجب اليوم شرح الأسباب التي تدعو إلى التضامن مع شخصية فكرية تواجه حكم الإعدام بسبب آرائه السياسية السلمية، في إشارة إلى الشيخ نمر النمر.
وتساءل الكاتب عن ردة فعل العالم العربي والدولي فيما لو أن حكم الإعدام حدث في سورية في بدايات الأزمة، أو أن النظام السوري أعدم كبار معارضيه، مشككاً في المواقف المؤيدة لما يُسمى بالثورة السورية بدعوى مساندة الديمقراطية.
وفي الوقت الذي أكّد فيه قنديل أن التضامن اليوم مع شخصية قيادية دينية وشعبية بحجم الشيخ نمر النمر، من الممكن أن تقود حراكا لنيل حقوق المواطنة بالطريق الذي سلكه نلسون مانديلا لحساب مواطنيه، إلا أنه شدّد على الحاجة إلى تبرير ذلك والتأكيد بأنه لا يقع تحت تأثير الهوية المذهبية لعمامة الشيخ النمر.
قنديل اعتبر أنه في بلد لا دستور فيه ويغيب فيها كلّ ما له صله بالتاريخ والجغرافية وتمنع المرأة من قيادة السيارة، ولا برلمان ولا حق في التظاهر ويتعرض ثلث السكان للتمييز الطائفي؛ فإن على الحبر أن يخرس، في إشارة إلى واقع القمع السائد في المملكة السعودية.
قنديل قدم إعتذاره من النمر للوقوف معه بعدم الإنزلاق نحو مسيرة العنف، وراى أن الحال يدعو إلى الشفقة على البيئة الفكرية للمثقفين العرب والحقوقيين العرب، ونقابات المحامين وهيئات حقوق الإنسان، معتبرا أن كل شيء بات مزوّراً، ولا يملك من اسمه إلا حدود ما تتيحه ممالك النفط.
قنديل طالب دعاة العقلانية بنصح سادتهم بأنّ إعمال السيف في رقاب المسالمين سيشعل النار في جمر تحت الرماد، وسيكون الإعدام شرارة تشعل كلّ شيء لأن الكرامة الإنسانية كما النفط مادة سريعة الاشتعال، معتبرا أن على المعنيين عدم إشعالها إكراماً للنفط، على حدّ تعبيره.