السعودية / نبأ – حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض على اثنين من نشطاء الحراك السلمي في المنطقة الشرقية بالقتل تعزيزا، كما حكمت بالسجن خمسة وعشرين عاما والمنع من السفر على ناشط ثالث بتهمة الإشتراك فيما أسمته إرهاب العوامية. بالتوازي مع ذلك، نشرت وسائل الإعلام السعودية شهادات عدد من النشطاء السعوديين، معتبرة إياها دليلا على ما تم توجيهه إلى الشيخ نمر النمر من اتهامات.
لا تنقطع أحكام الإعدام في المملكة السعودية، بكل بساطة يمكن تدبيج اتهامات تشرع القتل، هكذا صدر حكم القتل تعزيرا بحق الشيخ نمر النمر وهكذا تتوالى الأحكام الجائرة المشابهة، آخر ضحاياها شابان من نشطاء الحراك السلمي في المنطقة الشرقية، بالقتل تعزيرا حكمت عليهما المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض لاشتراكهما في احتجاجات منطقة العوامية.
يا له من جرم! جرم يستحق مرتكبوه الإعدام بتهمة الإفساد في الأرض، هذا ما ورد في منطوق الحكم، لمجرد الخروج في تظاهرات سلمية وترديد الشعارات المناوئة للسلطات السعودية ومشاغبة… نعم مشاغبة القوى الأمنية ينزل الحرم الملكي على المواطنين، ذرائع مطلقيه أكثر من أن تحصى، تهديد الأمن القومي والشروع في القتل والمطالبة بقلب نظام الحكم بعض منها. ولا ينجو من قطع الرأس إلا من اتسعت له الرحمة السعودية، رحمة فريدة من نوعها، نموذج منها السجن خمسة وعشرين عاما والمنع من السفر، حكم قضت به المحكمة الجزائية على ناشط ثالث بعدما أدانته بارتكاب جرائم شنيعة على حد تعبيرها.
هو الترهيب السعودي لمواطني المملكة إذا، ترهيب يستهدف كبت الحراك المطلبي وتمويت الفعل الثوري وتخويف كل من تسول له نفسه قول لا لآل سعود، مجرد النطق بهذه الكلمة سيكلف صاحبها غاليا وربما حياته، ذلك هو الهدف من وراء الأحكام التعسفية الإعتباطية، أحكام توغل بل تفجر الأجهزة الدعائية السعودية في الدفاع عنها وشرعنتها، منذ إصدار الحكم بالقتل تعزيرا على الشيخ نمر النمر لم تكف الأبواق التابعة للمملكة عن التطبيل والتلميع، آخر إبداعاتها نشرها اعترافات لنشطاء سعوديين وتفاخرها بها كأدلة حاسمة على ما طال الشيخ الرمز من تشنيع.
بالرعونة والعنجهية والتحريض وزرع الفتنة وارتكاب أعمال إجرامية قذفت تلك الأبواق النمر، جنايته أنه اجتهد في تعميق وعي الجماهير بقضاياها وحضها على المطالبة بما هو حق طبيعي لها وحثها على مساندة شركائها في المعاناة. لم يتبدل شيء في النظام السعودي، عقلية أورسولا أو الكابتن هوك هي المتحكمة به منذ عقود، على الدوام تستشعر المملكة حاجتها إلى إيجاد شخصية شريرة على نحو أسطوري، شخصية تُختزل المطالب الجماهيرية برأسها ويُقمع أصحاب الحق بمعاقبتها، الشيخ نمر النمر نموذج من تلك الشخصيات التي يحاول النظام السعودي ستر عوراته بالتأفيك عليها.