السعودية / نبأ – على الرغم من محاولة السعودية الأخيرة لرسم صورة معتدلة لنفسها، إلا أن المراقبين والمحللين يرون أنها لا يمكن أبداً أن تصبح شريكاً مسؤولاً أو معتدلاً طالما أن الطائفية فيها تتجاوز التسامح وسيادة للقانون.
لا تتوقف الصحف ومراكز الأبحاث عن إنتاج المقالات والتقارير التي تؤكد ما تصفه بالفكر المتشدّد الطاغي في السعودية، وتشير هذه المواقف إلى الخشية من اختراق الوهابيّة للطبقات الوسطى في الغرب، في ظلّ موجة التطرف المبرمج الذي تمثّله التنظيمات الإرهابية اليوم، إلا أن مراقبين ينفون جدّية هذا الاختراق.
الصّحف الرسميّة السعودية تقف في وجه هذه التحذيرات، وتصرّ على تقديم الشيخ محمد عبد الوهاب بوصفه “أهم المجددين المعاصرين قاطبة”، كما تنقل صحيفة مكة، ويندّد مقال نشرته الصحيفة عن البدع والخرافات التي لم يستطع علماءُ الشيعة مواجهتها، وتولّى ذلك في المقابل الفكر الوهابيّ الذي اعتبرته الصحيفة فكرا نيّراً.
في مقابل ذلك، حمّلت الصحفية والكاتبة ياسمين عليباي براون والباحث الأمريكي رضا أصلان السعودية مسؤولية انتشار ما وصفاها بالأفكار المتشددة حول العالم.
ففي حوار مع CNN حول الإسلام والتطرف ورؤية الغرب للمسلمين قالت براون أن حرية التعبير التي ينص عليها الدستور في أمريكا تشوهت لتصبح حرية إهانة الآخرين وتجريحهم ما يبرر الحالات العدائية الحاصلة حاليا.
ولدى سؤالهما عن المشاكل الموجودة في العلاقات مع الدول الإسلامية التي تسير وفق “أيديولوجيا متشددة”، قالت براون: اليوم ربما فشلنا في فهم مدى الاختراق الذي تتعرض له مجتمعاتنا، ليس بسبب العنف الذي يمارسه تنظيم داعش فحسب، بل للفكر الوهابي الذي اخترق الطبقات الوسطى في بريطانيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
ونبه أصلان إلى ضرورة التفريق بين داعش والإسلام كدين قائم بذاته، وكذلك التفريق بين المتشددين وسائر المسلمين قائلا: بأن تنظيم “داعش يعتبر نفسه دولة إسلامية، ولكنه يُقتل المسلمين ومن يقاتله هم من المسلمين، وبالتالي فإن الهوية الإسلامية للتنظيم لا ترتبط مطلقا بالإسلام كدين”.
إذا هذه الحالات المتشددة في العالم تتكاثر بالمقارنة مع ما أوقعته المملكة السعودية من ضرر في المنطقة مع تعزيز ودعم التفسيرات الأكثر تطرفاً وعنفاً في الإسلام، كما يقول المتحدثان. فالمملكة هي السبب الرئيسي في تآكل الاستقرار الإقليمي خلال العقود الماضية وفق ما جاء في المقابلة.