السعودية / القدس العربي – وصفت صحيفة كيهان المقربة من أية الله السيد علي الخامنئي، المرشد الأعلى، الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، بأنه أسوء من الضحاك (شخصية تاريخية يعده الشيعة من خصومهم) وأنه هو السبب الرئيسي للخلافات بين الأمة الإسلامية.
وانتقدت الصحيفة علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، بسبب إرسال رسالة لملك المملكة العربية السعودية، وكتبت، أن «الملك عبد الله هو المتهم الأول في ذبح وإبادة مئات الآلاف الشيعة والسنة والأكراد في منطقة الشرق الأوسط، من العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى البحرين واليمن، والسبب الرئيسي للخلافات بين الأمة الإسلامية.»
وأوضحت صحيفة كيهان، أنه «في وقت سابق، ابلغ الملك عبد الله بن عبد العزيز الأمريكيين أن رأس الأفعى هي الصحوة الإسلامية في إيران، وينبغي علينا أن نضرب رأس الأفعى في إيران.»
وتُعرف صحيفة كيهان بأنها صحيفة المرشد الأعلى، وتدرك جميع القوى السياسية في إيران جيداً أنه ينبغي عليها أن تقرأ افتتاحية الصحيفة التي عادة يكتبها حسين شريعتمداري، وهو مندوب الولي الفقيه في مؤسسة كيهان الثقافية، إذا أرادت أن تعرف مواقف أية الله علي خامنئي.
ويوم السبت الماضي، خلال رسالة رسمية طلب علي أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، من الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، وقف تنفيذ حكم الإعدام بحق نمر النمر الشيخ الشيعي الذي حكم عليه بالإعدام مؤخراً، من أجل حفظ الوحدة بين المسلمين.
وجاء في هذه الرسالة التي تم نشرها على الموقع الرسمي لهاشمي رفسنجاني «لا شك ان وقف تنفيذ اعدام الشيخ النمر يحبط مؤامرات الذين يعملون على بث الفرقة بين المسلمين، ومن شأنه أن يعزز الوحدة بين الشيعة والسنة في العالم الإسلامي.»
وفي سياق مرتبط بموضوع رسالة رفسنجاني إلى الملك عبد الله، أوضح رضا سليماني، مدير العلاقات العامة لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أن رسالة علي أكبر هاشمي رفسنجاني تم نقلها عبر وزارة الخارجية قبل أسبوع وبعد الإعلان عن إصدار حكم الإعدام بحق الشيخ نمر النمر.
وكتب صادق زيبا كلام، وهو استاذ جامعة طهران والمقرب من رفسنجاني ويعرف بمواقفه المثيرة للجدل بشأن إعترافه بوجود إسرائيل كدولة، في صحيفة شرق الإيرانية، أن «أدت الخبرة والحنكة السياسية والدبلوماسية لهاشمي رفسنجاني إلى كتابة رسالة للملك عبد الله بشأن حكم إعدام الشيخ نمر، وطلب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني من ملك المملكة العربية السعودية وقف تنفيذ حكم الإعدام دون التطرق إلى المواضيع الخلافية. وإذا كنا نريد وقف تنفيذ هذا الحكم ينبغي أن نتحدث مع المسؤولين السعوديين باحترام وأدب وبنفس الوقت بلهجة صريحة».
وفي موضوع آخر، أعرب صادق لاريجاني، رئيس القضاء الإيراني، عن أسفه البالغ بشأن ربط همجات رش الأسيد الحارق على النساء في مدينة إصفهان بالحجاب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل بعض وسائل الإعلام الإيرانية، واعتبر هذه المحاولات الإعلامية الظلم الفادح على النظام الإيراني والمؤمنين والمفكرين.
وأشار صادق لاريجاني إلى الأحداث التي تلت الهجمات على النساء بالأسيد الحارق خلال كبمته في المؤتمر الوطني للأمر بالمعروف و الهني عن المنكر في طهران يوم الأحد، وقال، «لماذا تحاولون إشعال وتلويث الأجواء، بينما الآن يتم دراسة تمرير قانون دعم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجلس النواب؟ إذ يقوم الإعلام الغربي لإشعال الأجواء، هذا بسبب ذات الغرب الذي يعمل دائما ضد الثورة الإسلامية، ولكن آسف لبعض وسائل الإعلام التي ربطت هذه الجرائم بفرضية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر».
وتدفع السلطات القضائية والأمنية نتائج التحقيقات باتجاه معين وتركز على صدور لائحة اتهام بحق شخص واحد فقط وتحديد تبعات وجذور هذه الجرائم إلى حالة شخصية وبدافع الانتقام من النساء، أو ربط الأمر بالصهاينة.
وفي سياق آخر، وضمن تفاعلات قضية «رش الأسيد» على وجوه مجموعة من الإيرانيات في مدينة أصفهان من قبل من يعتقد أنه أحد المنتمين غلى جماعات «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في إيران، تم تداول مقطوعة شعرية للشاعر الإيراني يغما كلروئي، عن هذه الجرائم، في شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الفارسية بشكل وساع، وفي النص الشعري ينعت كلروئي العرب بأوصاف سيئة ويهين الثقافة العربية بشكل غير لائق، ويعتبر العرب أعداء المرأة.
ويقول كلروئي في قصيدته مخاطباً العرب «إنتم من كان يخاطب بلغة السيف، وكانت النساء في عيونكم جواري المطبخ والسرير. كيف يمكنكم أن تنظرو إلى أيديكم قاتلة الجمال، وتلاطفوا أطفالكم بهذه الأيدي التي تغسل المكياج من وجوه النساء بالحمض. أخرجوا من هذه الأرض، لقد صار لنا قرون نعيش في محيط من الحمض».
وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها شعراء وكتاب ايرانيون العرب والإسلام، وفي آذار/مارس 2011، تناقلت مواقع إيرانية مقطع فيديو للشاعر الإيراني مصطفى بادكوبه آي وهو يلقي قصيدة باللغة الفارسية تحت عنوان «إله العرب»، يقول في هذه القصيدة التي ألقاها في مؤسسة ثقافية حكومية في مدينة همدان غربي إيران مخاطباً الله، «خذني إلى أسفل السافلين أيها الاله العربي شريطة أن لا اجد عربيا هناك. انا لست بحاجة لجنة الفردوس لاني وليد الحب فجنة حور العين والغلمان هدية للعرب’.
وفي مقطع آخر يقول ‘ألم تقل أنت أن الأعراب أشد كفرا ونفاقا؟ فلماذا يثني السفهاء على العرب».
ويعتبر «إن كلام غاندي وأشعار هوغو أشرف من المزاعم العربية»، ويختم مصطفى بادكوبه اي قصيدته وسط تصفيق وتشجيع الحضور قائلا «أقسم بك يا إلهي يا رب الحب أن تنقذ بلادي من البلاء العربي».
*محمد المذحجي
المقالة تعبر عن رأي الصحيفة / الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها