لم يعدِ الأمرُ مجرّدَ اتهامٍ يصدرُ من هنا أو هناك، فالتكفيرُ والمؤسساتُ التي ترعى أشدَّ المفاهيم إنغلاقاً وتشدُّداً؛ تخرج من مملكةِ النفط، وليس من مكانٍ آخر.
وإذا كان هناك من المحسوبين على الدولار السعودي منْ يضعُ ألفَ سؤال وتحفُّظٍ على ما قاله أمينُ عام حزب الله؛ فإنّ التقاريرَ البحثيّة والميدانيّة كافيةٌ لإعطاء البرهانِ القاطع، والدّليلِ السّاطع، على الشرايين الممتدة بين الثقافات التكفيريّة والرّياض.
ولكن ماذا بعد ذلك؟
عمليّةُ التّصحيح الشّكليّة التي تقوم بها المملكةُ إقرارٌ ضمنيٌّ بتورّطها الجذريِّ في إنبات التكفير ورعايتِه وإمدادِه بالرّجال والأفكارِ والأموال.. ولأنّ المملكةَ لا تفعل شيئاً غيرَ إغراق وسائلِها الإعلاميّة بمفرداتِ التسامح والحوار، فإن الناطقينَ باسمها من رعاةِ مؤسساتها الوهابيّة لا زالوا ينفخون النارَ على المسلمين، ولا زالت مفرادتُ التكفير والتضليل تُرمى يميناً ويساراً، وعلى كلِّ الذين لا تشملهم الوهابيّةُ بنعمة النجاة والصّراط المستقيم..
ولأجل ذلك.. فالنارُ التي تصرّ المملكةُ على النفخ فيها، سترتدّ إليها بشرَرها الحارق، وسيزيد عليها القلقُ والخوف والضّيق.. وإلى حدٍّ لا ينفع فيه لا ندمٌ ولا توبة..