بريطانيا / نبأ – كشفت الكاتبة في موقع “ميدل إيست آي” الإلكتروني البريطاني، كلوي بيونسيت، أن “قصة القبض على رجل الأعمال الأميركي الثري جيفري إبشتاين، المتهم بجرائم جنسية، هزت العالم، في شهر يوليو/تموز، ومن ثم “انتحاره الظاهري” في زنزانته الأسبوع الماضي، زاد من تأكيد الظن حول صلاته بأغنى وأقوى الناس في العالم”، مشيرةً إلى علاقة ما للملياردير المنتحر بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأشارت بيونسيت، وهي صحفية فرنسية تعمل في الشرق الأوسط، إلى أن “التقارير الإعلامية ووثائق المحكمة كشفت عن تفاصيل جديدة حول حياة إبشتاين، بما في ذلك علاقاته بالشرق الأوسط، لا سيما شخصيات في السعودية وإسرائيل”.
وأشارت بيونسيت إلى ما يعرف الآن بـ”دفتر إبشتاين الأسود”، الذي نسخه خادمه الشخصي ونشره في عام 2015، مشيرة إلى أنه يضم العديد من جهات الاتصال التجارية البارزة.
وألمحت إلى أسماء بارزة في دفتر العناوين شملت المستثمر الرأسمالي الإسرائيلي ياريف زغول، ورجل الأعمال السعودي عمرو الدباغ، والممول السوري السعودي وفيق سعيد، والرئيس التنفيذي البريطاني اللبناني أمادو فخري الذي قضى عامين في السجن في كوبا بسبب فساد مزعوم.
وأضافت “في تقرير نشر يوم الاثنين (11 أغسطس / آب 2019) كتب صحافي “نيويورك تايمز” جيمس ستيوارت أن إبشتاين أخبره أنه تحدث إلى السعوديين عن استثمار محتمل في شركة “تيسلا” التي يملكها الملياردير الأميركي إلون ماسك، لكنه لم يفصح عن هوية هؤلاء السعوديين أو أي تفاصيل أخرى”.
وبحسب الصحيفة، “تباهي إبشتاين قبل عام من انتحاره “المشتبه فيه” بعلاقاته مع القادة السعوديين الأقوياء، بما في ذلك ولي العهد محمد بن سلمان، وأظهر للصحافي صورة لابن سلمان معلقة في قصره بنيويورك في أغسطس/آب الماضي، وأخبر الصحافي أن “ولي العهد زاره مرات عدة وكانا يتحدثان كثيراً”.
كما ورد في دفتر عناوين إبشتاين إشارات باسم “سعود، الأمير سلمان” يعتقد على نطاق واسع أنها للملك سلمان بن عبد العزيز والسفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير بندر بن سلطان.
وأشارت الصحفية إلى ما أوردته مجلة ديلي بيست في يوليو/تموز عن عثور مكتب التحقيقات الفدرالي على جواز سفر نمساوي منتهي الصلاحية لإبشتاين مع أشياء ثمينة أخرى في خزانته بقصر مانهاتن، وكان على الجواز صورته واسم مزيف وعنوان سعودي.
وأشارت بيونسيت إلى أن “مسألة إبشتاين في السعودية كان لها تداعياتها المحسوسة بالفعل في إسرائيل، حيث ضم دفتر عناوينه قسما قصيراً باسم إسرائيل اشتمل على معلومات اتصال برئيسي الوزراء السابقين إيهود باراك وإيهود أولمرت، بالإضافة إلى أفراد آخرين مع عناوين لأكثر من بريد إلكتروني للحكومة الإسرائيلية”.
وبحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فقد شارك الرجلان في عام 2015، بعد إدانة إبشتاين بتهم جنسية بوقت طويل، في تمويل شركة ريبورتي هوملاند سيكوريتي، وهي شركة أمن ناشئة ترأسها إيهود باراك وأُطلق عليها الآن اسم “كاربين”.
وذكرت “هآرتس” أيضاً أن “باراك قد تلقى الملايين من مؤسسة وكسنر، وهي منظمة خيرية لشريك إبشتاين المعروف ليس وكسنر”.
وختمت بيونسيت مقالها في موقع “ميدل إيست آي” قائلة، وفق موقع “الجزيرة” الإلكتروني، إن “التأثير الكامل لعلاقات إبشتاين بالشرق الأوسط لا تزال تتكشف، كما لا تزال العديد من الأسئلة بلا إجابة”.