سوريا / نبأ – في ظل تواصل المعارك بين المجموعات الإرهابية والقوات المسلحة في سوريا والعراق بدأ الحديث يدور عن ديناميات سياسية تستهدف إحياء جنيف واحد، فهل بدأت مرحلة التفاوض فعلا وما هي التحديات الماثلة أمام أطراف النزاع؟
جنيف واحد إلى الواجهة من جديد، هذه المرة بإرادة روسية على ما يبدو، سيرغي لافروف كان واضحا ومفاجئا في تجلية تلك الإرادة، فرص استئناف المفاوضات حول الشأن السوري تزداد، هذا ما قاله وزير الخارجية الروسي.
كلام يبدو مستغربا في ظل احتدام المعارك في كل من سوريا والعراق وهشاشة المؤشرات إلى إمكان إطلاق عملية سياسية في البلدين، وحدها الرؤى الإستراتيجية والمصالح الكبرى يمكنها تفسير المواقف، تستشعر روسيا حاجتها إلى استعادة زمام المبادرة في بلاد الشام خصوصا، إستبعادها من التحالف الدولي ضد داعش وتلمسها خطرا محدقا بنقطة ارتكازها في الشرق الأوسط يوجبان عليها مسار مختلفا، مسار سبق للمسؤولين الروس التلميح إليه في لقاءاتهم مع نظرائهم الأمريكيين في باريس ونيويورك.
وإذا كانت روسيا تريد إعادة قطار الحل إلى سكته من دون استبعاد الإئتلاف السوري والمجموعات المعارضة الأخرى، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تظهر ممتعضة أو غير راغبة في العودة إلى طاولة المفاوضات. صمتها عن العروض الروسية يسفر عن رضى مبطن على الأرجح، رضى بدأت ترجمته العملية تتكشف في أروقة المعارضة السورية، مصادر من داخل هذه المعارضة أفادت بأن واشنطن أبلغت الإئتلاف السوري بأنه لن يكون الطرف الوحيد الذي سيجلس مجددا إلى طاولة المفاوضات مع ممثلي الدولة السورية. قرار يعكس توجها أمريكيا إلى إعادة الإعتبار لبقية الفصائل حتى المسلحة منها على الرغم من فشل كل المحاولات الغربية لتوحيد المعارضين السوريين في إطار متجانس ومعتدل.
الولايات المتحدة لا تمانع إعلاء صوت الدبلوماسية من جديد إذا، حقائق سياسية وميدانية تفرض عليها إعادة التموضع راهنا، إخفاقها في إضعاف قدرات تنظيم داعش جزء رئيس من ذلك، يضاف إليه رفض واشنطن الإنجرار إلى مغامرة غير محسوبة في سوريا والعراق. إخفاق وتردد تؤكدهما الكثير من المعطيات والتصريحات، تقارير أجهزة الإستخبارات الغربية على رأس القائمة، جهاز الإستخبارات الإتحادي الألماني أكد أن تنظيم داعش ما يزال قادرا على تنفيذ عمليات داخل سوريا والعراق على الرغم من تواصل ضربات التحالف الدولي ضد التنظيم. وأوضح الجهاز أن للتنظيم قدرة على العمل بنجاح في محافظة الأنبار وأنه في وضع يسمح له بالإستمرار في الهجوم على عين العرب.