السعودية / نبأ – عاد السادس من محرم وعادت معه الذكرى. 36 سنة مرّت من عمر الإنتفاضة المجيدة، والتي سجّلت انتقالاً في الموقف تجاه السلطات السعودية، ما جعل الذكرى راسخة في الأذهان وفي حياة الكثير من أبناء القطيف اليوم.
الإنتفاضة المجيدة التي صنعها دم أهل القطيف وقمعها سلاح قوات الحرس الوطني السعودي خطت نهجا جديدا في مسيرة المنطقة الشرقية ولعلها من أهم الأحداث التي مرت بشيعة المملكة في العصر الحديث.
وتعود الإنتفاضة إلى شهر محرم من العام العام ألف وأربعمئة هجرية حين قرر أبناء محافظة القطيف وقراها والإحساء الخروج عن الصمت الذي إستمر طويلا.
عشية السادس من محرم قرر خطباء الحسينيات وأبرزهم الشيخ حسن الصفار والسيد مرتضى القزويني تحدي الحظر الرسمي على ممارسة الشعائر الدينية، وبعد تنظيم مواكب العزاء التقليدية؛ خرج أكثر من سبعين ألفا في مسيرات جابت في مختلف المناطق.
القوات السعودية حوّلت المسيرات إلى مصادماتٍ عنيفة وحاولت قمعها، وعند ذلك قرر المتظاهرون إبداء المقاومة المدنية، والتي سرعان ما انتشرت في أجزاء أخرى من القطيف والإحساء.
ورغم نشر السلطات لـ 20 ألف عنصر من قوات الحرس الوطني بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلا أن المظاهرات لأيام وعلى الزخم نفسه.
ومع تزايد مخاوف السلطات؛ أقدمت القوات الأمينة على إطلاق النيران مباشرة على الجموع في القطيف، وتسببت في إصابات مباشرة ووقوع الضحايا.
ورغم ذلك، تصاعد الغضب الشعبي؛ وخرج المواطنون في الشوراع في ردات فعل عفوية مليئة بالغضب، وقد تزايد الإصرار على إيصال الصوت الشعبي، مطالبين برفع التمييز والحق في إحياء الشعائر الدينية ورفع الظلم والإضطهاد، ولكن الشعارات حرصت على التمسك بالوحدة الإسلامية وتجنّب أية نعرات طائفية على نحو ما كانت تُخطّط السلطات.
وفي 19 من محرم حاصرت القوى الأمنية المنطقة وفرضت حظرا على أهلها، واستطاع الحرس الوطني في العاشر من محرم؛ قمع الإنتفاضة عبر الحديد والنار، وحصد رصاصه الأعمى 25 من شبان القطيف وأكثر من 100 جريح ومئات المعتقلين.
اليوم وبعد أكثر من 30 عاما أثبتت دماء شهداء الإنتفاضة أن الثورة وإن خفتت بفعل الرصاص، إلا أنها لا يمكن أن تنضب، ومهما شتدت قوة السلاح والإرهاب.