أخبار عاجلة

تقرير | دماء الشهداء أكدت أن صوت الحق لا يتوقف مهما طال الزمن

السعودية / نبأ – بين محرم العام 1997 ومحرم العام 2014 تغير العالم، قامت أنظمة، ورحلت أخرى. انتهت حروب وبدأت أخرى، إلا أنّ أهل القطيف على العهد باقون، لم يتغيّر موقفهم من الكرامة، ومن الانشداد إلى كلّ ثقافةٍ وذكرى تمدّهم بالحرّيّة والعدالة.

36 عاما مروا ولا زالت الإنتفاضة المجيدة في الذاكرة ولا زالت دماء شهدائها محركا للثورة ومشعلا للمطالب ووقوداً لكلّ صوتٍ حرٍّ يدعو للحقّ وإزهاق الباطل.

الثورة التي أعادت رسْم النهج الذي يتم التعامل به مع الشعوب في مواجهة الظلم والإظطهاد والتمييز، عادت هذه الثورة لتخلق مجتمعا حرّاً أكثر إصراراً على المطالبة بالحقوق، والوقوف في وجه أزيز الرصاص بهدير الأصوات الشجاعة والحرّة.

ورغم أن قتل القوات الامنية السعودية وجرحها وإعتقالها لعشرات الشبان في القطيف إستطاع أن يخفت صوت المطالب في مراحلة تاريخيّة معينة، إلا أن حرارة الدماء استمرت في الثمانينات مع إرتفاع وتيرة المطالب ذات الطابع السياسي الوطني العام.

ومع الوعود التي أطلقتها السلطات السعودية بالتغيير والإصلاح عاد أقطاب المعارضة من المنفى في العام 1993، إلا أنه ما لبث أن أدرك الجميع أنّ ما جرى كان مجرّد لعبة، لن تنتج إلا المزيد من الإضطهاد.

النضال الذي ولدته إنتفاضة المحرم إستمر إذن، إلا أن الإعلام المنغلق والسياسات السعودية المتشددة أخفت صوت الاحتجاجات المطلبية المتواصلة، إخفاءٌ يُحدّد المسار باتجاه الزنازين المظلمة، أو خلف حدود المنطقة الشرقية.

وبعد عشرات السنين، ومع بزوغ ما سُمّي بالربيع العربي في العام ألفين وأحد عشر عادت منطقة القطيف إلى الثورة، وتحركت دماء الشهداء من جديد، وباندفاعٍ جديد يتجاوز حدود اليأس وعلامات الانكسار.

ورغم سقوط عشرات الشهداء وإعتقال الرموز والتعذيب، إلا أن أهالي القطيف أكّدوا أن الثورة لن تهدأ، والأصوات كسرت حاجز الخوف لن تسكت، ولو سقطت عليها الأهوال.

الرصاص الذي أطلقه النظام على شهداء انتفاضة المحرم منذ 35 عاما ولا زال يطلقه على العُزل، هذا الرصاص فشلَ في الانقضاض على روح العزة لدى المواطنين، وغير ما يتوقع، ولّد الرصاصُ الجبانُ المزيدَ من الثورات والغضب حتى تحقيق الأهداف ورفع الظلم الذي استمر طويلا.

استطاعت إنتفاضة محرم أن تخلق مجتمعا قادرا على إعلاء الصوت في وجه الظالم فخلقت دماءها – ولو بعد حين – ثورةً لن تهدأ، ثورةً اختصرت علامتها عمامة الشيخ النمر، وشجاعة قيادات جمعية حسم المعتقلين، وعنفوان نشطاء أمثال وليد أبو الخير ومخلف الشمري، وصبرٌ طويل لرجالٍ ما بدّلوا تبديلاً، توزّعون في المنافي وفي المعتقلات وفي الساحات.