تقرير | تساؤلات حول جدية الجاهزية الأمنية لحدود المملكة

السعودية / نبأ – تحمل حادثة الإحساء الدامية التي أودت بحياة خمسة من المواطنين الأبرياء أكثر من دلالة سياسية وأمنية. الحادثة التي تأتي في توقيت إقليمي ودولي حساس للغاية تشير إلى تعاظم المخاطر المحدقة بالمملكة السعودية وتجلي بعضا من إفرازات التحريض الطائفي المتواصل، فضلا عن أنها تضع مزاعم النظام السعودي حول استتباب الأمن في بلاد الحرمين موضع تشكيك في الحد الأدنى.

بلاد الحرمين ليست بمنأى عن جرائم العناصر التكفيرية، ما شهدته مدينة الإحساء ليل العاشر من محرم تطور دراماتيكي وخطير لا يمكن القفز عليه بالبيانات البروتوكولية، هنا في بلدة الدالوة تجلى الأسلوب القاعدي الداعشي بأوضح صوره، مسلحون مدججون برشاشات ومسدسات يطلقون النار بدم بارد على مدنيين عزل من كل أنواع السلاح، هي نفسها مشاهد صنعاء وتكريت والرمادي والبوكمال وغيرها من مدن سوريا والعراق واليمن.

الفاعل يدل على حتفه بظلفه إذا، لا حاجة إلى بيانات وزارة الداخلية السعودية لتحديده، وحدها إدانة الذات من دون عمد طبعا تتبدى في هذه البيانات.

إجراءات أمنية وإلكترونية ودعوية أكثر من أن تحصى اتخذتها السلطات الملكية درءا للمخاطر القادمة من خارج الحدود، إجراءات تثبت الوقائع المستجدة قصورها عن تأمين البلاد أو انشغالها المفرط عن التهديدات الأكثر جدية، بحكم المنطق ثمة إحتمالان يمكن إيرادهما في الحديث عن هوية مرتكبي جريمة الإحساء، هناك احتمال يقول إن المجرمين تسللوا إلى السعودية من مناطق التوتر في سوريا والعراق وفق ما أعلنت داخلية المملكة، إعلان يضع الخطوات الوقائية التي اتخذها النظام السعودي على المستويين السياسي والأمني موضع تشكيك في الحد الأدنى.

بأكثر من ثلاثة مليارات ريال سعودي عقدت المملكة العزم على تأمين حدودها الشمالية، نُفذ مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز للحدود الذكية وحُصنت بلاد الحرمين بالوسائل التكنولوجية والأدوات الإلكترونية وأحدث أنظمة المراقبة والسيطرة، أنظمة قيل إنها ستهبط بمعدلات التسلل إلى صفر وستردع كل من تسول له نفسه الإقتراب من السعودية في معدل زمني مهول يتراوح بين ثلاث وتسع دقائق.

وعلى المستوى السياسي لم يفوت المسؤولون السعوديون فرصة لتطمين العامة وتأكيد جاهزية مؤسساتهم لردع أي محاولة اعتداء إلا استغلوها، آخر تصريحاتهم ما قاله متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني، الأخير زار منطقة الإحساء تحديدا قبيل أيام قلائل وأعلن استعداد قواته لمواجهة الطوارئ. طوارئ سبق للمؤسسة السياسية السعودية أن أعلنتها في سياق الحرب على داعش، هكذا انخرطت المملكة في تحالف دولي عريض أملا في تأمين أرضها واتقاء شر الطامعين إلى الخلافة الإسلامية.