تركيا / نبأ – على خط أنقرة الرياض ينشط وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، وفي اجتماعه مع نظيره السعودي سعود الفيصل في الرياض بحث الطرفان القضايا الاقليمية والدولية الراهنة، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية.
زيارة جاويش أوغلو تأتي في زمن تركي لا تُحسد عليه بلاده، حيث تجري الرياح الأميريكية بخلاف ما تشتهي سفن رئيسه أردغان.
فالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وموضوع الأكراد، والأجندة التركية التي يحلم بها أردغان لسوريا، كلها محطات يرتسم فيها الخلاف التركي الأميريكي متخذا أشكالا مختلفة، فطورا تتباين النظرة بين الطرفين، أو تختلف الأولويات بينهما طورا آخر.
هنا يبدو التركي متصلبا أمام مطالبه التي يأتي على رأسها أولوية اسقاط النظام السوري، ولأجل هذه المطالب يراهن الأتراك على الوقت ومن ثم على المتغيرات التي قد تطرأ، والمحطة الأولى التي تستبشر بها أنقرة خيرا هو الفوز الذي حققه الجمهوريون في مجلس الشيوخ،على أمل أن يحدث خرقا في سياسة أوباما الخارجية.
أما الخلافات التركية السعودية فتأتي ضمن حسابات مختلفة، يشكلها التنافس والعداوة المحتدمة بين المحورين السعودي والاخواني، ومجال الاختراق هنا لا تبدو بهذا اليسر، والسهولة عليه هي ضالّة جاويش أوغلو التي جاء باحثا خلفها في الرياض، فكما لا يبدو أن ثمة تغيّراً في سياسة أوباما الخارجية تجاه الملفات الاقليمية، فان تقاربا تركيا سعوديا قد تسعى اليه أنقرة لتجمع الرياض على ملف قد ترى فيه مصلحة مشتركة كملف النزاع في سوريا، وتغييب باقي الملفات الخلافية، لكن تقاربا كهذا كان ليرتسم بصورة أقوى قبل سنتين حين لم تكن الخلافات على أشُدِّها بين المحورين السعودي والاخواني، والفشل المرجّح لمسعى جاويش أوغلو قد تؤكده طريقة استقبال الرياض للأخير، حيث لم يلحظ بحفاوة ملحوظة أو اهتمام اعلامي خاص.