السعودية/ نبأ (خاص)- في ظل الجولة الخليجية لأمير الكويت؛ لا يبدو أن دولة قطر ستتخلى عن سياسة إمساك العصا من وسطها، منذ اللحظة الأولى لترحيلها قيادات الإخوان المسلمين من أراضيها كان واضحا أن الدولة المشاغبة تناور على الهامش ليس إلا، امتناعها عن تسليم المطلوبين أمنيا إلى السلطات المصرية وتوليها الإنفاق على المُرحَلين بعض من تجليات تلك المناورات. وبحسب معظم التقارير المحلية والأجنبية فإن الدوحة لم تحجم عن ضخ الدعم الإعلامي لحلفائها الإسلاميين، بل إنها أخذت على عاتقها مهمة تعويمهم من خلال شبكات عالمية ليست إمارة البذخ عاجزة عنها.
قطر لن تسلم بسهولة جوكر الإخوان المسلمين إلى خصومها، حسابات ما بعد الحرب على تنظيم داعش تؤرق عقلها السياسي راهنا، بالنسبة إليها ثمة فرصة حقيقية وجدية للدفع بالتحالف القطري التركي وأذرعه قدما وانتزاع حصته من غنائم التسوية المرتقبة، بتعبير آخر، ترى الدوحة أن نجاح أنقرة في فرض الحد الأدنى من شروطها على واشنطن سيفتح الباب واسعا أمام عودة مظفرة للإسلاميين، وبالتالي فلا مبرر سياسيا وإستراتيجيا مقبولا للتخلي عن الإخوان راهنا والإلقاء برؤوسهم في المياه السعودية الإماراتية البحرينية.
مياه تأبى حتى الآن الإنصباب في صالح التقارب مع إمارة الغاز، كل من الرياض وأبو ظبي والمنامة تستشعر نية القطريين التكتيك خدمة للمصالح الإستراتيجية، السعودية أكبر الممتعضين والمتوجسين، حكام المملكة يخشون أية ديناميات يمكن أن تحيي الكابوس الإخواني الذي تلقى ضربات موجعة في اليمن ومصر وتونس، خشية تدفع المسؤولين السعوديين إلى متابعة أبسط تفاصيل الكباش التركي الأمريكي حول سوريا. في تصور الرياض أن تنازل واشنطن لأنقرة من دون أثمان تسدد للعواصم الخليجية المتحالفة سينعش أحلام القطريين بالسيادة على المنطقة العربية.
وعليه فلن تألو المملكة جهدا في منع الجبهة الإخوانية من تعزيز مواقعها والخروج من دائرة الدفاع إلى الهجوم، قمة الدوحة ستجلي فصلا جديدا من فصول الحرد السعودي، هذا ما يوحي به الدخان السياسي والإعلامي المتصاعد من الخليج، إجتماع ديسمبر خطوة لا بد منها في مواجهة الأعداء الخارجيين ومحاولة متجددة لحفظ ماء الوجه، تعابير سعود الفيصل وخالد العطية يوم الإثنين المقبل ستحمل وحدها دلالات فائقة، وما العاشر من نوفمبر منا ببعيد.