أخبار عاجلة
وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق

وزير البيئة اللبناني من السعودية: نعيش حالة طوارىء بيئية بسبب النزوح السوري الى لبنان

لبنان / نبأ – اشاد وزير البيئة محمد المشنوق خلال مشاركته في مؤتمر وزراء البيئة العرب في السعودية، بالنقاط الواردة في جدول اعمال المؤتمر والتي تغطي معظم الامور التي نعيش همومها في الوطن العربي.

واضاف: “أود ايضا أن أنقل اليكم تحيات إخوانكم في لبنان الذين يعيشون منذ بضع حالة طوارىء بسبب التاثيرات التي تطال هذا البلد الصغير من التطورات الاقليمية حوله.

ونحن منذ العام 2006 نشكو من واقع البقعة النفطية التي سبّبها العدو الاسرائيلي في حربه آنذاك على لبنان، وقد باتت قيمة هذه الاضرار 865 مليون دولار بتقدير الخبراء الدوليين، ونحن في هذا المجال نتطلع الى دعمكم كمجموعة عربية في الجلسة التي ستعقد هذا الشهر في الامم المتحدة والتي ستتناول البند التاسع من القرارات المتعلقة بهذا الموضوع “.

وقال وزير البيئة :”صحيح أننا في وضع طوارىء سياسي وأننا نريد أن نرى قريباً رئيساً للجمهورية يجري انتخابه لتكتمل المؤسسات الدستورية، ولكن هذه المشاكل السياسية التي إعتاد ربما لبنان على المرور بها تتأثر اليوم بالواقع الذي نعيشه اقليمياً.فنحن نعيش حالة طوارىء بيئية وهي موجودة في هذا القرص المدمج الذي وزّعته على الجميع مع ورقة تتحدث عن الوقائع التي تحصل بيئياً في لبنان بسبب النزوح السوري الذي فاق المليون ونصف المليون شخص في السنوات الاخيرة. ونحن فعلاً نعيش في كارثة بيئية على مستوى المواضيع الاساسية التي نبحثها في جدول اعمالنا أكانت النفايات الصلبة أم تلوث الهواء أو تلوث المياه أو الصرف الصحي وغير ذلك.

نحن في بلد لديه حوالى 18 نهراً تصب الآن في البحر وكلها ملوّثة ، في بلد يعيش أزمة مع النفايات الصلبة ووصلت الى حد أن لدينا 762 مكباً عشوائياً منتشراً في المناطق اللبنانية كافة. وهناك قطع اشجار ليس له مثيل في تاريخ لبنان، هناك تلوث في المحيط وهناك أوضاع باتت من السوء بمكان يجعل من الصعب على الحكومة اللبنانية وعلى اللبنانيين إمكان حل هذه الاشكالات.لا يمكن لبلد بهذا الحجم أن يتسع الى ما يوازي ثلث المقيمين فيه من النازحين، ونحن لا نتحدث هنا عن الجانب الانساني ، لأننا من الجانب الانساني لم نقصّر ولن نقصّر.فالسوريون إخوة لنا في لبنان ولكن لا بد للمجتمع الدولي الذي يقوم بمساعدة النازحين أن ينظر الى البنية التحتية اللبنانية التي باتت غير قادرة على تحمل هذه الاعباء.تصوّروا القرية التي تضم 3 آلاف نسمة تستوعب 12 الف شخص من النازحين ، فكيف للبنى التحتية أن تتحمّل ؟ لا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحياً وكل الامور الاخرى من تلوث نجدها في هذه القرى والخرائط الموجودة بين أيديكم في القرص المدمج والورقة تشير الى هذا الاتساع الذي لا يقف عند حد”.

وتابع ” أعرف جيداً واشكر جميع الدول العربية التي ساعدت لبنان في هذه الازمة، ولكنني أريد فعلاً أن نخرج هنا بموقف حازم بالنسبة الى البيئة في لبنان وبالنسبة الى البنى التحتية وهي النقطة الاساسية في أي تنمية وهي باتت في خطر شديد.أدعو الى موقف يعزّز هذه البنى كي تتحمل الواقع الموجود فيها على صعيد النزوح.لا يكفي اليوم أن نقدم للنازحين المعونات فهذه جوانب انسانية يتمسك الجميع بها، ولكن لا بد من عدم هدم هذه البنى القائمة في لبنان فلقد وصلنا الى منطقة خطرة للغاية.أود أن أقول إننا رغم كل ذلك في لبنان مازلنا نتقدم بيئياً على صعد مختلفة إن على مستوى معالجة قضايا البيئة العامة في سفوح الجبال وفي السهول والانهار وغيرها أو على مستوى العمل المؤسساتي ولاسيما بالنسبة الى إنشاء المحميات الطبيعية وظروف قيامها وقد تمكنا من الحصول في مجلس النواب على قانون يتيح لنا إنشاء الضابطة البيئية ولدينا الآن محامون عامون بيئيون وقضاة تحقيق ومحاكم وحتى سجل عدلي بيئي.وأود ايضاً أن أقول ولو لم نذكر ذلك في مشاريعنا، فهناك جوانب تضمنا جميعاً كالطيور المهاجرة وقد يعتقد البعض ربما أنها ثانوية ولكن هذه قضية باتت عالمية ولبنان طبعاً أحد الممرات وعدد آخر من الدول العربية مثل الاردن وسوريا والعراق وربما المملكة وحتى فلسطين حيث هناك أزمة كبيرة على صعيد الطيور المهاجرة التي تخضع لمجازر كلما مرّت بسبب الصيد غير الشرعي والعشوائي “.

وختم وزير البيئة ” على صعيد التغير المناخي الذي يصيب بلادنا جميعاً ، فقد بات هو ايضاً أحدى المشاكل الاساسية وقد مررنا بأزمة مياه لم يشهدها لبنان منذ عشرات السنين ، والحمد الله تمكنا برعاية الله وبفضل برامج التوعية التي قام بها أطفال لبنان لدى اهلهم بضرورة الحفاظ على الماء من تجاوز هذه الازمة، والآن بدأت الامطار ونأمل أن يكون موسم الامطار أفضل. وقد سمعنا من معالي الرئيس اشارة الى أن التغير المناخي يصيبنا جميعاً، أعتقد أنه علينا أن نكون أكثر وعياً لهذا الجانب في سياساتنا لأنها تؤثر على الجوانب البيئية كافة ، وأود أن نرى عملاً قائماً على استراتيجية واضحة في تغير المناخ نستند اليها في قراراتنا الوطنية.أرى من الضروري ايضاً أن تكون لنا قوة دفع أكبر في اتجاه القرار الدولي فنكون مجموعة واحدة في القضايا الاساسية والبارزة ومعظمها موجود في جدول الاعمال. وأخيراً أقول لكم شكراً لكم كإخوة عرب لدعمكم الدائم ونحن نتطلع اليكم دائماً في الازمات ، فأنتم فعلاً نِعم ألاهل وهذه المناسبة البيئية فرصة لتأكيد هذه الاخوة والتفاف العائلة “.
(النشرة)