السعودية / نبأ – معظم المنابر التابعة للرياض والعواصم الدائرة في فلكها تتعامل مع التقارب الأمريكي الإيراني المستجد بوصفه أمرا متوقعا، بالنسبة إليها لم يكن إثبات هذا التقارب بحاجة إلى أدلة حسية ومعطيات مادية من قبيل رسالة الرئيس باراك أوباما الأخيرة إلى السيد علي خامنئي، إنما جاء تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ليؤكد المؤكد ويقطع الشك باليقين، الشرق الأوسط مقبل على مرحلة جديدة، مرحلة يتعاظم فيها دور طهران خصوصا في مكافحة الإرهاب في مقابل تسوية مرضية للخلاف حول البرنامج النووي الإيراني.
هذا ما تقرأه المجاهر السعودية في الديناميات المتسارعة حاليا في عواصم القرار والوساطات، وعليه فما الذي ستفعله المملكة وحلفاؤها حيال أي اتفاق محتمل بين واشنطن وطهران وكيف ستتعامل مع انعكاسات هكذا اتفاقات على المشهد الإقليمي والدولي برمته؟ حتى الآن، لا موقف رسميا يشي بأن ثمة استراتيجية واضحة في العقل السياسي السعودي، كل ما في الأمر ترقب وامتعاض وتوجس من النتائج، لكن يمكن القول إن حديث ما بعد التسوية بدأ يدب في بعض الأروقة الخليجية، مخضرمو السياسة يدركون جيدا أنه إذا وقعت الواقعة فلا بد من التعامل معها.
هكذا يمكن أن تتقبل الرياض وحلفاؤها حقيقة الإتفاق النووي إذا ما أبصرت النور لتبدأ بعد ذلك مرحلة الأخذ والعطاء، مرحلة سيجهد السعوديون والخليجيون عموما في حصد الكم الأكبر من ثمارها، وعلى هامش جهودهم تلك سيكثفون محاولاتهم استفزاز الحليف الأمريكي وابتزازه، الدعوة للإحتكام إلى مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن الإنتقال من عتبة التعاون إلى عتبة الإتحاد بعض من إرهاصات الزوبعة الخليجية المتوقعة، زوبعة من المحتمل إن لم يكن المرجح أن لا تتعدى حدود الفنجان في ظل استمرار الخلافات بين الأشقاء المتخاصمين.