عمان / نبأ – مع المحاولات الحثيثة لعقد مؤتمر القمّة الخليجيّة في قطر، وفي ظلّ تأجيل الاجتماعات التحضيريّة لخارجيّة مجلس التعاون؛ يراهن مراقبون على ما يمكن أن تقدِّمه الوساطة العُمانيّة في هذا الإطار، وهو دورٌ يأخذ قوّته مع استضافة مسقط للمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني.
في هذا السّياق، فإنّ الوضع الصّحي غير المستقر للسلطان قابوس؛ يدفع المتابعين للتساؤل عن الأثر الذي يمكن أن يعكسه ذلك على السياسة الأمريكيّة في الخليج وإيران، وما إذا كان لذلك أيّ انعكاس على تحويل المسار التفاوضي الجاري إلى سكّةِ الصّراع من جديد.
الجانب الإيراني أبدى مرونةً وتفهمًا واسعًا في المفاوضات النووية، وقد اقترن ذلك مع انفتاح وتشاور مستمر مع الأطراف الفاعلة في الساحة الخليجيّة، ومقدمتها سلطنة عُمان، وذلك بهدف إنهاء أزمة النووي، ومحاولة التوصل إلى اتفاق نهائي، وفي إطار حفظ المصالح المتبادلة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية في مقال مطول لها، أن سلطنة عمان لعبت دورا سريا كبيرا للمقاربة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الصحيفة إنه إذا تحدّثنا عن إحدى الممالك الخليجية التي رحبت – دون أيّة دوافع خفية – بالتقارب الأمريكي والإيراني وتوصلهما إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني في نهاية نوفمبر الماضي، فإن الأيدي توجّه إلى سلطنة عمان، كما تقول الصحيفة التي أوضحت أنه على عكس القطبين الثقيلين في المنطقة – أي السعودية والإمارات العربية المتحدة – واللتين نظرتا إلى هذا التقارب بعين قلقة، فإن سلطنة عمان حاربت من أجل إنهاء هذا الجمود الدبلوماسي بين أمريكا وإيران.
وتؤكد مصادر مطلعة عن أنه خلال الأشهر القليلة التي سبقت توقيع تسوية جنيف بين مجموعة 5+1 ومبعوثي الرئيس الإيراني حسن روحاني، فقد لعبت سلطنة عمان دور الوسيط السري والفعال بين واشنطن وطهران على حد وصفهم.
لا يُعلم ماذا إذا كان هذا الدّور يقترن بقابوس نفسه، والذي ليس له أبناءٌ، ولا بنات، ولا إخوة ولا أشقاء، ويتحكّم بمقاليد السّلطة في البلاد على نحو كامل.
إن ما سيأتي بعد السلطان «قابوس» سيدل على إذا ما كانت الحكومات الملكية الوراثية في منطقة الخليج مؤهلة لإدارة مستقبلها. لقد طال حكم السلطان مدة أطول من أيّ حاكم آخر في دول “مجلس التعاون”، وشهدت عُمان بشكل عام ازدهاراً في ظلّ، ما هو فعلياً، تأليهاً لشخصيّته. إلا أن عُمان تواجه حالياً الاختبار الأكبر والأكثر أهمية حول إمكانية استمرار منظومة النظام ما بعد السلطان «قابوس».