سوريا / نبأ – محملا بمبادرة لوقف القتال في مدينة حلب السورية، أتى المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا.
في دمشق التقى دي مستورا رئيس الجمهورية السورية بشار الأسد، وتمكن بسهولة من الحصول على موقف ايجابي تجاه المبادرة، عبر ابداء الرئيس الأسد استعدادا للالتزام باتفاق وقف القتال في حلب.
لكن طريق ديمستورا الى ثاني أكبر المدن السورية بعد العاصمة، لا تبدو على هذا اليسر والسهولة، فمدينة حلب المنكوبة جديرة بالترشح لموسوعة الأرقام القياسية عن أكبر عدد من التنظيمات المسلحة التي تتقاسم السيطرة على أحياء المدينة.
ومع هذا الكم الهائل من التشكيلات المتداخلة التي تنشط داخل حلب لقتال الجيش السوري حينا وقتال بعضها البعض أحيانا أخرى، وتقيم امارات ودويلات هنا وهناك، يتداخل ويتشابك النفوذ الدولي والاقليمي بعدد من هذه التنظيمات التي لا تملك احصاء كاملا لها، كما ليست كلها على وئام وتجانس وحتى أن الكثير من هذه التنظيمات داخل المدينة والارياف تعيش حالة اقتتال دائم.
الولايات المتحدة، تركيا ، قطر السعودية، وغيرها من الدول وأجهزة الاستخبارات في العالم تتقاسم ولاءات هذه التنظيمات وتبنيها ودعمها بالمال والعتاد، ليجعل هذا الواقع من خارطة حلب رقعة تشابك مختلف قوى النفوذ الاقليمي والدولي، ما يعقد خارطة طريق ديمستورا في مهمته الانسانية السياسية المزدوجة.
على جبهات الراشدين الرموسة وبلليرمون، تتوزع التنظيمات المحسوبة على النظام السعودي، وابرزها جيش المهاجرين والأنصار وجبهة ثوار سوريا.
أما حصة قطر فيبتعد ثقلها الى ارياف حلب مع تنظيم حركة نور الدين زنكي التي كانت على ولاء سعودي سابق والتي تتحالف مع حركة حزم المدعومة أميريكيا.
أما الأتراك فيبدو أنهم بحكم الحدود مع الشمال السوري احتفظوا بعلاقات مع عدد واسع من التنظيمات.
والى جانب تنظيمي داعش والنصرة تتواجد العديد من التنظيمات الجهادية التي تعمل بأجندة راديكلية ومستقلة، تجعل الواقع الحلبي أمام مهمة المبعوث الدولي أشد تعقيدا مما يتصور لهدوء أمني تعطش له طويلا من تبقى من سكان الشهباء ومن هجر منها.