فلسطين / نبأ – قتل أربعة مستوطنين صهاينة بينهم حاخام بارز وأصيب آخرون بجروح في عملية بطولية نفذها فلسطينيان في حي هارنوف بالقدس المحتلة.
الفلسطينيان اقتحما كنيسا يهوديا في المدينة وقتلا وجرحا عددا من مرتاديه، قبل أن يستشهدا على أيدي الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين. وفي أعقاب العملية إندلعت مواجهات عنيفة في أنحاء متفرقة من القدس والضفة الغربية المحتلتين.
لا يسكت أهالي الأرض المحتلة على ضيم، إنتهاك مقدساتهم وقتل أبنائهم بدم بارد ما فتئ يشعل الغضب في نفوسهم، غضب تجلى اليوم بأوضح صوره في حي هارنوف بالقدس المحتلة. هنا أرخ الشابان غسان وعدي أبو جمل لفصل جديد من فصول المقاومة، إبنا جبل المكبر الباران اقتحما كنيسا يهوديا أخفقت صلوات الطارئين في تحصينه، دقائق معدودة أسفرت عن حصيلة بطولية ما كان لها إلا أن توجع الإحتلال وتغيظه، أربعة قتلى بينهم الحاخام البارز موشيه طبرنسكي وأكثر من ثلاثة عشر جريحا صهيونيا، هكذا سالت دماء المغتصبين ليبرد نجيع يوسف الرموني وخير حمدان وغيرهما من الشباب المظلوم.
أخذ غسان وعدي بثأرهما والتحقا بقافلة الشهداء عزيزين أبيين، هما نجلا القدس ومقاوما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والدهما الأسير المحرر جمال أبو جمل خبر المظلومية ولقنهما أبجدية اندحارها، لم يرتض اليافعان السكون حيال الغطرسة الإسرائيلية المدعومة تلموديا، بما وفر لهما عملهما داخل الكنيس ومقابله أرادا تسديد الضربة الحقة، ضربة سرعان ما اشتعل الشارع الفلسطيني غبطة بها، رجال ونساء وأطفال خرجوا إلى الساحات والميادين رافعين الرايات وصور الشهداء، شعارهم فرحة المقاومة وبشرى الشهادة وحلوى المنتصرين، وكلمتهم وعي تام بالفكرة والهدف ومشروعية العمل.
على المقلب الآخر كان العدو مغتاظا وملتاعا وحائرا في أمره، كل المنظومات التكنولوجية لم تفلح في تأمين مستوطنيه، فشل ذريع دفع قادته إلى التباحث في إمكانية تسليح الإسرائيليين، في وقت كان فيه الجنود يحاولون استرداد كرامة أريقت مياهها. قوات العدو اقتحمت منزلي الشهيدين غسان وعدي في جبل المكبر، وأطلقت نيران أسلحتها بشكل عشوائي ما أدى إلى اندلاع مواجهات بينها وبين الفلسطينيين، مواجهات تممت ألعابها النارية وإطاراتها المشتعلة وأحجارها مشهد البطولة في حي هارنوف حيث يسكن معظم أعضاء حزب شاس.
العملية ليست عادية إذا، ماهيتها وتداعياتها تحمل أكثر من دلالة سياسية وأمنية، بأسلحتهم البيضاء قال المقدسيون للإسرائيلي إن فلسطين جسد واحد، ألمها واحد وانتصارها واحد… رسالة من شبه المؤكد أنها ستفتح الباب على ديناميات أمنية وعسكرية لم تكن في حسبان الإحتلال وحلفائه وحراسه الداخليين.