المملكة العربية السعودية / نبأ – أثمرت القمة الإستثنائية في الرياض إذن، وقرّرت السعودية والبحرين والإمارات عودة السفراء إلى قطر، فيما وقع الأمير تميم تعهدات شخصيّة بتغيير سياسات بلاده خلال شهر، ووقف الحملات الإعلاميّة ضد مصر، وذلك بحسب ما ذكرت مصادر صحافيّة.
حتّى اللّحظة، يبدو أن قمة الرياض استطاعت أن ترسم صورة جديدة لمجلس التعاون الخليجي، حيث اجتمع الملوك والأمراء وقبّلوا جبين أكبرهم وأعلنوا العودة إلى الصف، وكفّوا عن إثارة الشّغب والإزعاج.
إنها صورةٌ مغايرة لكل ما ظهر خلال الأشهر الماضية، والتي حملت كماً من الأزمات والخلافات والإتهامات المتبادلة، وأشعلت الإعلام بالملاسنات والمشاحنات التي كادت تُشعر مواطني الخليج بأنّ حرباً على وشك الاندلاع بينهم.
في الكواليس، كانت الصّورة مختلفةً. فالحقائق حول التغيرات المفاجئة قد تكون أوضح.
الإعلامية روزانا رمال اعتبرت أن قمة الرياض هي خطوة سعودية بغرض لملمة وتدراك الأحداث المتتالية في المنطقة، والتي أثارت مخاوفها على نحوٍ جدّي.
وأوضحت رمال في مقالها بصحيفة البناء اللبنانية أن قطر التي خرجت عن الصف الخليجي سعيا للبحث عن حجز مكانة إقليمية أكبر بعد أحداث الربيع العربي؛ أزعجت المملكة باستمرار، ورغم محاولات محاصرة الدوحة عبر سحب سفراء الدول منها؛ إلا أنها لم تبالِ، لتعود مجدداً إلى السرب الخليجي وفي أحضان الرياض.
رمال تضع القمة بوصفها خطوة إستباقية بسبب مخاوف المملكة وحلفائها ممّا تعتبره خطر الاقتراب من حلّ الأزمة الأميركية الإيرانية النووية.
فالسعودية، بحسب رمال، تدرك أن الإتفاق الغربي الإيراني سينعكس على مختلف ملفات المنطقة، وسيُتوِّج إيران باعتبارها شريكة في الحلول حول العراق وسوريا واليمن والبحرين.
وبموازاة المخاوف من الإتفاق النووي، أشارت رمال إلى تهديد زعيم تنظيم داعش للمملكة والتطورات الميدانية في سوريا خاصة بعد إعلان كل من جبهة النصرة وداعش وقف القتال بينهما. ومع الإعلان عن إنهاء الخلاف يتساءل المراقبون حول طبيعة السيناريوهات المستقبلية، وما إذا ستكون قمة الرياض نهاية للأزمة في مواجهة المخاطر أم هدنة مؤقتة وترحيل للأزمة، ولما بعد القمة الخليجية في الدوحة بشهر ديسمبر المقبل.