الإمارات العربية المتحدة / نبأ – أصدرت منظمة العفو الدولية الثلثاء، الثامن عشر من نوفمبر الجاري، تقريراً دانت فيه الانتهاكات التي يتعرّض لها النشطاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقالت المنظمة بأن “قمع المعارضة” هناك يكشف “الحقيقة البشعة” التي تتخفّى خلف “بريق الواجهة والروعة”، على حدّ تعبير التقرير.
أصدرت منظمة العفو تقريرا يحمل عنوان “لا توجد حرية هنا: إسكات المعارضة في الإمارات”، تطرّق إلى سياسة المضايقة والاعتقال والتعذيب التي يتعرّض لها الناشطون في الإمارات، مسلطاً الضوء على “الأساليب القمعية التي تستخدمها الحكومة على نطاق واسع من أجل إسكات منتقديها”.
ويستعرض التقرير ما وصفه ب”مناخ الخوف” الذي اجتاح البلاد منذ العام ألفين وأحد عشر “لا سيما مع تمادي السلطات في الذهاب إلى أقصى الحدود من أجل القضاء على أية إشارة تدل على المعارضة أو النقد أو الدعوة إلى الإصلاح خلال الفترة بعد الانتفاضات الشعبية العارمة التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وفي معرض تعليقها على الموضوع، قالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، حسيبة حاج صحراوي، بأنه “تحت بريق واجهة الألق والروعة، ثمة جانب أكثر ظلمة تكشفت معالمه في الإمارات العربية المتحدة، ويظهر هذا البلد كدولة قمعية متجذرة تتيح حبس الناشطين الناقدين للحكومة لمجرد قيامهم بنشر آرائهم على موقع تويتر”.
وتشمل قائمة المستهدفين، محامين وأساتذة جامعات وطلاب وناشطين من المجتمع المدني، ويمتلك بعضهم روابط مع جمعية الإصلاح و التوجيه الاجتماعي، وهي عبارة عن منظمة شعبية سلمية تزعم الحكومة أن لها علاقة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والتي وضعتها الدولة مؤخراً على لائحة الإرهاب. وقالت منظمة العفو بأن حملة القمع طالت أفراد عائلات هؤلاء الأشخاص أيضاً.
ويكشف التقرير الذي يصدر عشية تنظيم سباق الجائزة الكبرى (فورمولا 1) للسيارات في أبو ظبي في نهاية الأسبوع الحالي، البون الشاسع الذي يفصل بين الصورة العلنية التي تحاول الإمارات العربية المتحدة أن تبرزها لنفسها كدولة ديناميكية وعصرية وقوة اقتصادية مزدهرة وموطن الفنادق الفخمة وناطحات السحاب ومراكز التسوق الخاصة بدور تصميم الأزياء الراقية؛ وبين الجانب المظلم المتمثل بواقع يشهد اضطهاد الناشطين بشكل روتيني وتعريضهم للاختفاء القسري والتعذيب وغير ذلك من ضروب سوء المعاملة، بحسب المنظمة.
وأشارت حاج صحراوي بأن “حجم القمع مرعب، ويظهر أن العالم قد تجاهل إلى حد كبير حقيقة تعامل الإمارات العربية المتحدة بشكل مروع مع الناشطين المنتقدين لحكومتها وأقاربهم”، وأضافت بأنه حان الوقت لحلفاء الإمارات العربية المتحدة في الخارج أن يتوقفوا عن غض الطرف عن تفشي الانتهاكات التي ترتكبها السلطات وإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان وليس المصالح الاقتصادية”، على حدّ قولها.