المخاوفُ تترجم نفسَها على الحدود الشمالية حيث يتربّص خطرُ داعش بالكيان..وبعد تهديداتِ خليفةِ العصر بإرسال طلائعِ جنودهِ لتطهير جزيرةِ العرب من المشركين بات على أهل الحكم في المملكةِ السعودية البدءُ بتحضيرات لمرحلة خلطِ الأوراق..
فقد قدّم أميرُ الغافلين هدّيةً مجانية لأمراء المملكة بإطلاق تهديداتِه العشوائية، ووضعَ المستهدَفين أمام خيارِ الاصطفاف في وجه الخطر الحقيقي والمتخيَّل الذي تشكّله “دولةُ” الحرب..
خليجياً، وُضعت نقاطُ الخلاف على حروف الحلِّ، وأمام الدوحة مهلةُ شهرٍ لتطبيق بنودِ الاتفاق الاستثنائي والثاني في الرياض قبل انعقادِ القمة التي بدأ راعيها في توزيع بطاقاتِ الدعوة الى قادة الدول الأعضاء..
قلقٌ مشترك وشكوكٌ متبادلة تحيط بالقمة ومصيرِها، ولكن المشكلةَ ليست هنا بل في مرحلة ما بعدَ القمة، فهل تغيّر قطر سياساتِها التي بُنيت على مدى عقدين من الزمن..؟
عربياً، تنعم الجامعةُ العربية بنومٍ هادىء في ظل تدهوّر الوضع في فلسطين المحتلة، ولا يبدو أن عمليةَ القدس اليوم ستوقظ من بات الرقادُ في عُرفه شعيرة. ومن لم توقظه أصواتُ الصواريخ والجرافات, التي هدمت 50 ألف منزل فلسطيني وقتلت أكثرَ من 1500 فلسطينياً على مدى عام واحد, فالنوم أولى له وما فاز إلا بالنوّم.