البحرين / نبأ – على الرغم من هجوم السلطات البحرينيّة الممنهج، والمكثف، إلا أن المعارضة في البحرين تبدو واثقةً من نفسها، ولا تزال مصرِّة على مواقفها المعلنة، كما أنّها تُبدي استخفافاً بالانتهاكات التي تقوم بها السلطات وترى بأنها تمثّل نموذجاً للفضائح التي تتلبّس بالسلطات، وهي فضائح لن تنطمس، بحسب المعارضة، مهما تكاثرت أوراق التوت.
المعارضة البحرينيّة أعلنت، أعلنت منذ وقت مبكر مقاطعتها الإنتخابات، بالنسبة إليها لا فائدة من المشاركة في استحقاق صوري تتستر خلفه عمليات السجن والتعذيب وهدم المساجد واستباحة الكرامة، خطوة من هذا النوع لن تفلح إلا في دمغ النظام البحريني بالشرعية وإضفاء الطابع الدستوري القانوني على انتهاكاته المتمادية كما يقول المعارضون. وعليه فلا تراجع عن قرار المقاطعة، مقاطعة تأمل الأحزاب والحركات والجمعيات المعارضة أن تشكل عاملا حاسما في تظهير هزل السلطات وعمق الهوة بينها وبين المواطنين.
وإلى جانب مراهنتهم على فشل الإنتخابات يعول المعارضون البحرينيون على نجاح الإستفتاء الموازي، في خطتهم السياسية والعملياتية مسعى واضح نحو تشكيل فسيفساء ميدانية متناقضة تجمع النظام وخصومه، إستخدامهم كلمة الموازي لم يأت عبثا أو من فراغ، يوما الحادي والعشرين والثاني والعشرين من نوفمبر سيخرجان الفرق بين انتخابات نظامية تجندت لها رؤوس الأموال والأسلحة متعددة الجنسيات، وبين استفتاء محلي لا يتسلح منظموه إلا يما يتوفر لهم من أدوات وما تجترحه مخيلتهم من آليات وبأنفاسِ السّكان الأصليين فقط… فهل تنجح المعارضة البحرينية في رهانها هذا؟
حتى الآن تظهر خطط المعارضين واستراتيجياتهم ذات فاعلية جذابة وخاصة وعابرة للمساحات، الجمعة والسبت المقبلان سيكونان الزمن الفصل، زمن تتطلع المعارضة ومعها قواعدها الشعبية إلى جعله نقلة نوعية تعري النظام وتدفع المجتمع الدولي إلى رؤية أكثر براغماتية وإنصافا حيال الأوضاع في البحرين.