السعودية / نبأ – رحبت مصر بالبيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي، والذي تناول فيه الملك عبد الله اتفاق الرياض الذي نجح، كما يبدو، في وضع إطار شامل للتوافق الخليجي.
وقد أشار الملك عبد الله في بيان نقتله وكالات الأنباء الرسميّة، إلى أن قادة الخليج يقفون إلى جانب مصر، وهو تصريح يراه مراقبون يحملُ العديد من الأبعاد بعد الاتفاق الخليجي الذي تمّ الأحد الماضي في الرياض، ونتج عنه عودة سفراء السعودية والبحرين والإمارات إلى قطر، حيث ناشد الملك عبد الله مصر، قيادةً وشعباً، دعمَ الاتفاق الذي وضعه ضمن مسيرة التضامن العربي.
أوساط معارضة في مصر قالت بأن الاتفاق الخليجي أحدث إرباكاً لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بالرئيس الإخواني محمد مرسي العام الماضي.
وبحسب هذه الأوساط، فإن القاهرة رأت أن الاتفاق جاء على حسابها، خصوصاً مع الأصوات التي اعتبرت أن وجود مصر في الاتفاق كان ضرورياً، نظراً إلى كونها بادرت بدورها في سحب سفيرها من الدوحة، كما أنّ جوهر الخلاف الخليجي مع قطر يعود إلى سياسة الدعم التي تُوليها الأخيرة لجماعة الإخوان المسلمين.
مراقبون لم يتأخّروا في طرْح الأسئلة المصريّة بموازاةِ بيان الملك عبدالله، وما الذي يمكن أن تفعله مصر حيال مصالحة الدول الثلاث مع الدوحة، وماذا يمكن أن تفعل القاهرة مع الوجوه القطريّة المعارضة التي فتحت لها الأبواب والإعلام لمناوئة النظام القطري.
من جهةٍ أخرى، كان واضحاً أن لغة بيان الملك عبد الله كشفت عن جانباً من الإرباك الذي يسود السياسة السعودية، وقد وصف إعلاميون البيان بأنه نادرٌ، وغير مسبوق، ولم يُعرف عن الملك إصدار بيانات إعلاميّة بهذه الطريقة.
فهل تُبادر القاهرة، بدورها، لإنهاء الخلاف مع الدوحة؟ أم أنّها ستتريّث أكثر، لكي تُظهر استقلاليّة قرارها الخارجيّ، وريثماً تتضّح خفايا اتفاق الرياض، وجدّية قطر في تغيير سياستها الخارجيّة التي فجّرت الخلاف الخليجي والمصريّ ضدّها؟ الأيام المقبلة لاشكّ أنها ستأتي ببعض الإجابات.