الحرب على الارهاب بضاعةٌ مبتذَلة، يصنعُها الجاني ثم يرتدي ثوبَ الضحية، وعلى قاعدةُ ضربني وبكى وسبقني واشتكى، وإنَّ من يحاربون الإرهابَ هم أنفسُهم من يرعونَه.
جريمةُ العصر أن تمنحَ الدولُ الراعيةُ للإرهاب نفسَها حقَّ تقسيمَِ العالم الى: من مع, ومن ضد الإرهاب، عبر قوائمَ بالتنظيمات الارهابية، بمواصفاتٍ خليجية.. ومن عبثِ الزمن أن يتقاسمَ المخادعون الأدوارَ فدولةٌ تصرخُ وأخرى تدافعُ وثالثةٌ تحتمي بالقانون..
وعلى خط الخديعةِ نفسِه تُقام بعد غدٍ صلاةُ الغائبِ في البحرين على الديمقراطية بعد قرارِ السلطات الحاكمة إجراءَ انتخاباتٍ يغيب فيها الناخبُ ويحضرُ المرشّحُ من السلطة لدخول مجلس تمثّل السلطةُ فيه نفسَها..
الاستحقاقُ الانتخابي في البحرين بات اختباراً تاريخياً للديمقراطية في هذا البلد..فقد استدرجت الثورة الشعبيةُ السلطةَ الى حتفها الاستبدادي وأرغمتها على الكشف عن كل أوراقها في هذا الاختبار فوجدها الرأيُ العام العالمي بعد أكثر من عقد متلبسّةً بالسطو على منظومة عملِ الديمقراطية وتوظيفِ عناوينها لتكريس الاستبداد..
في المقابل يبدأ الشعبُ البحريني فصلاً جديداً في المواجهة عبر الديمقراطية نفسها بالدعوة للاستفتاء الشعبي..وهنا تُختبر النوايا الديمقراطية.