السعودية / نبأ – قال الباحث البحريني سعيد الشهابي، بأن المملكة السعودية دخلت، في الأعوام الأربعة الأخيرة، “في صراعات محلية وإقليمية ودولية بهدف الحفاظ على النظام السياسي الذي أسّسه الملك عبد العزيز بن سعود بشكل رسمي في العام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين. وأكّد الشهابي في مقال بصحيفة “القدس العربي” بأن حادثة الأحساء ليلة العاشر من المحرم الماضي سرّعت من الحراك السعودي في هذا الاتجاه، مع الإشارة إلى أن الحادثة كانت خارج توقعات النظام.
وأشار الشهابي إلى أن السعودية غير مستعدة الصراع الطائفي إلى أراضيها، برغم ما يُقال عن دورها في تأجيجه في دول الجوار، مؤكدا بأن الرياض تعلم بأن الاشتعال الطائفي لن يتوقف عند المجال المذهبي، بل سيؤدي إلى “احتقانات سياسية” تشمل النظام نفسه، وبما يلمس موضوع التقسيم أو تشطير الكيان السياسين حيث يشعر أهالي المنطقة الشرقية بالحرمان والتمييز المذهبي، فيما يشعر سكان المنطقة الجنوبية والحجاز بالتهميش أيضاً على خلفيات قبلية ومناطقية.
من ناحيته، وتحت عنوان “الطائفية تعود لتلسع السعودية” كتب الصحفي توبي ماتثيسن تقريرا في الواشنطن بوست أكّد فيه بأن الحكم بإعدام الشيخ نمر النمر، ورغم توقيته المحيّر، له آثار أبعد من مصير النمر الشخصي لأنه يمثل سابقة في تعامل المملكة مع المعارضة السياسية. وذهب أن لمراقبين يضعون الحكم بحق النمر هدفه طمأنة السكان السنة للإيحاء بأنه بموازاة إصدار الأحكام بحق المتشددين السنة فإن الحكومة تتعامل بقسوة مع الشيعة أيضًا. وذلك في إطار عمليّة يُطلق عليها البعض بالمساواةِ في الظلمِ والانتقام.
وأشار الكاتب إلى أن السلطات والمؤسسة الدينية السعودية ساهمت، على مدى عقود، في تغذية العداوات الطائفية في جميع أنحاء المنطقة، وأوضح ماتثيسن أن إقالة وزير الإعلام عبد العزيز الخواجة بعد إغلاقه قناة وصال إثر جريمة الإحساء تؤكد إنقسام القائم داخل النظام، لجهة كيفية التعامل التعامل مع التطرف في المملكة.
الكاتب اعتبر أنه من الصعب فهم كيف يمكن للمسلمين الشيعة أن يشعروا بأنهم آمنون في دولة يُسمح فيها بنشر الخطاب المعادي في مؤسسات التعليم ووسائل الإعلام وفي الخطاب العام.
ورأى أن عمليات القتل الأخيرة في الأحساء أكدت ما هو بديهيُّ الوقوع، وهو أن دعم أنظمة الخليج لخطاب الكراهية الطائفية وللميليشيات التكفيريّة في الخارج سيعود إلى الداخل وسيرتدّ في يوم من الأيام بنتائج عكسية وخارج الحسبان.