مصر / نبأ – يطرح الترحيب المصري بقرارات قمة الرياض الإستثنائية علامات استفهام حول المسارات التي ستسلكها العلاقات المصرية القطرية في المرحلة المقبلة.
مصادر دبلوماسية ذكرت أنه لا مانع لدى القاهرة من عودة العلاقات مع الدوحة إلى ما كانت عليه قبيل الأزمة في حال التزام قطر برفع دعمها عن جماعة الإخوان المسلمين وإيقاف حملاتها الإعلامية ضد النظام المصري.
الأزمة السياسية والإعلامية بين مصر وقطر قد تدخل فصلا جديدا أقل حدة مما سبقه، رد القاهرة على بيان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أوحى بأن ثمة مؤشرات إيجابية يمكن أن تبصر النور قريبا، رئاسة الجمهورية المصرية أعربت عن ثقتها بما أسمته حكمة وصواب رؤية العاهل السعودي، مثمنة جهوده لمصلحة الأمتين العربية والإسلامية ومواقفه الداعمة لمصر كما قالت.
البيان الرئاسي المصري لم يكن وليد اللحظة، جولات من الأخذ والرد أفلحت في تليين موقف القاهرة واستحصال موافقتها على المصالحة الخليجية، لقاء سامح شكري وسعود الفيصل في العاصمة الفرنسية باريس أرسى دعائم هذه الموافقة قبل أن تتمظهر إعلاميا كرد على مبادرة الملك السعودي. مبادرة لا تمانع القاهرة من العمل بمقتضياتها في حال التزام الدوحة تنفيذ ما هو مطلوب منها خليجيا ومصريا، مصادر دبلوماسية ذكرت أن النظام المصري مستعد لإعادة تبادل السفراء بين مصر وقطر بمجرد تلمسه نقلة جدية في السياسات القطرية.
وأضافت المصادر أن القاهرة طالبت بتغيير الخطاب الإعلامي القطري خصوصا خطاب قناة الجزيرة، كما طالبت بتسليمها المتهمين المطلوبين على ذمة قضايا منظورة أمام القضاء المصري. واشترطت مصر على قطر وقف تمويل جماعة الإخوان المسلمين بصورة رسمية وغير رسمية وإبداء حسن النية تجاه المسؤولين المصريين وتغيير لغة التواصل معهم. شروط ومطالب تعهد الجانب الخليجي وتحديدا السعودي بملاحقتها ومتابعة الإلتزام القطري بتنفيذها خلال القمة الخليجية المقررة في التاسع من ديسمبر المقبل.
وفي حال اتخذت الدوحة مسارا جادا وحقيقا في تبديل سياساتها حيال دول الخليج ومصر تبدأ خطوات تكريس المصالحة وفق ما تقول المصادر الدبلوماسية، وتضيف أن الخطوات المذكورة يفترض تتويجها بلقاء قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني في مارس المقبل. فهل ستجد الأزمة المصرية القطرية المستفحلة منذ يونيو ألفين وثلاثة عشر سبيلها إلى الحل؟ وكيف ستوفق القاهرة بين حاجتها إلى المال الخليجي وحاجة الإقليم إليها لاعبا فاعلا في معالجة الأزمات ورأب الصدع فعلا لا قولا؟